أعرب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن قلقه من احتمال أن لا يستطيع لبنان الهرب من إمكان توسّع دائرة الحرب، مشيراً إلى أنه ورئيس الحزب التقدمي النائب تيمور جنبلاط أوعزا بالبدء في “الاستعدادات اللوجستية اللازمة لاستقبال النازحين من المناطق التي قد يستهدفها العدوان الإسرائيلي اذا حصل”
انتقد وليد جنبلاط في حديث لمجلة “بوليتيكو” ما وصفه بـ”الافتقار إلى قيادة عالميّة حكيمة”، واضعاً اللوم في الأزمة الحالية على واشنطن “لإهمالها حق الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة”، طالباً منها التراجع عن تغطيتها للعدوان الإسرائيلي، مشيراً في الوقت عينه إلى أن حلّ الأزمة بيد الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل.
وعن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، أبدى جنبلاط قلقه من تصريحات بايدن، معتبراً إياها “تخلّ عن دور أميركا كوسيط نزيه في الصراع”.
كما أسف لغياب قادة مثل وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، وخلُص الى أن المجتمع الدولي بوضعه الحالي “لا يحسن التعامل مع هذه القضية وانعكاساتها المحتملة على لبنان”.
وردًا على سؤال ماذا يمكن أن يفعل اللبنانيين، أجاب جنبلاط: “نحن بمفردنا”، معتبرا أن اللبنانيين تحوّلوا إلى مجرد متفرجين على كارثة يمكن أن تجتاحهم.
وعما يقوم به من مساعٍ، قال جنبلاط: “اجتمعت مع الرئيس نجيب ميقاتي ونبيه برّي لنحاول ضبط الوضع، ولكن ماذا يُمكننا أن نفعل؟ هل هناك شخص يمكننا التحدّث معه من الأميركيين أو الفرنسيين أو أي شخص في الغرب؟ جميعهم يرون الإرهاب في كل مكان ويعتقدون أنها مشكلة إرهابية فيما هي قضية فلسطين، والفلسطينيون قد تخلى عنهم المجتمع الدولي”.
وأضاف: “ثم علينا النظر الى الصورة الأكبر”، أي قضية فلسطين وإحباط الفلسطينيين وهذا هو السبب الجذري للانفجار الإقليمي المتكرر”.
واستغرب كيف أن واشنطن لا تر كيف أثرّ ما حدث في غزّة ومع الفلسطينيين على المنطقة بأكملها، وكأنهم يتوهمون انه يمكن الفصل بين الامرين، لكن من دون حل سياسي واسع لا أمل.
ورأى أن “ما قامت به الولايات المتحدة لم يكن إلاّ تصعيدا التوتر في المنطقة عبر ارسالها حاملتي طائرات، وتفشل في رؤية الصورة الأكبر، أي في تحقيق إنشاء دولة فلسطين المُستقلة إلى جانب إسرائيل، والتي تمّ الاتفاق على الخطوط العريضة لها، قبل سنوات في مؤتمر أنابوليس الذي عقده الرئيس السابق بيل كيلنتون، معتبراً كل ما فعلوه منذ ذلك الحين “هو مجرد كلام، وفي الوقت نفسه السماح بالمزيد من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية”.
وشدّد على أن مقولة “سحق حركة حماس لا تحلّ المشكلة، فعلينا العودة إلى الأساس ألا وهو حلّ الدولتين، ويجب أن نرى الصورة الأكبر، لكنْ الأميركيين ليسوا كذلك، فهم يصعّدون كل شيء في خطاباتهم وعبر تحريك حاملات الطائرات إلى هنا”، سائلاً: “لماذا يتعيّن إحضار حاملتي طائرات كبيرتين إلى المنطقة؟ هل هو لغرض سلمي؟ هل هو من أجل الحفاظ على السلام أم ماذا؟”، مقللاً من احتمال توصل اللقاءات المرتقبة السبت المقبل الى حل، لأن المجتمعين “ليسوا اللاعبين الأساس.. ليس لديهم تأثير، اللاعبون الأساس هم إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة”.
واعتبر أن “يمكن للأميركيين كبح جماح إسرائيل إذا قرّروا القيام بذلك، لكنّ المرة الوحيدة التي أمر فيها الأميركيون الإسرائيليون بالانسحاب كانت في عام 1956 عندما غزا الإسرائيليون جنباً إلى جنب مع الفرنسيين والبريطانيين” مصر، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل حالياً لديها كل النيّة لغزو غزّة ثمّ ضمّ النصف الشمالي منها”.
وعما يتوقع حصوله إذا قامت إسرائيل بغزو غزّة، قال جنبلاط: “حينها سيُقرّر حزب الله وإيران ما يجب فعله”.