تولى زمام الحكم روحاني متظاهراً بأنه يملك مفتاح جميع الأقفال والأزمات من البطالة والبيئة حتى ماء الشرب وإنه يتمثل في الاتفاق النووي … غير أنه بعد مرور سنتين ونصف على مجيئه إلى السلطة وبعد مضي 4 أشهر على تنفيذ الاتفاق النووي افتضحت مكيدة هذا الشيخ الماكر واتضح أن الاتفاق يُميت ولا يحيي! حيث يذعن أعضاء حكومة روحاني ذاته أيضا بأن نتيجة الاتفاق ”تكاد تكون صفرا” وإنما ازدادت الأوضاع سوءا في جميع النواحي وفي الواقع قد تورطت سفينة النظام في الوحل على كل الأصعدة.
الواقع المتأصل وما ينعكس في صحف النظام وحتى في الإذاعة والتلفزيون التابع للنظام من أرقام وإحصاءات معلنة عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي بدءا من وجود 15 مليون عاطل عن العمل وانهيار أكثر من 80 من المجتمع إلى ما تحت خط الفقر، مرورا بفساد ونهب المليارات من قبل مسؤولي النظام والركود العميق الذي أرغم الولي الفقيه نفسه على أن يعترف أن ”نحو 60 من الإنتاج معطل”، فكله ينم عن أن التحديات المكدسة للشارع الإيراني خلال نصف العقد الأخير بلغت حد انفجار وشيك حيث تلوح هزة سياسية اجتماعية هدامة في الأفق.
ويذهب الشباب أول ضحايا لهذه الظروف فعلى سبيل التمثيل ولا الحصر، نسبة البطالة بين الشباب تضاعف البطالة العامة حتى الضعفين لذلك يُعد الشباب باعتبارهم أشد شرائح المجمتع الإيراني نشاطا وعصيانا، على عتبة الاشتعال والانفجار فمن المتوقع أن خامنئي وسائر رموز النظام يبدون خوفهم من الشباب ويصعدون دوما إجراءاتهم القمعية رغم فقدان فاعليتها.
وكلتا الزمرتين «زمرة خامنئي و زمرة رفسنجاني – روحاني »تتفق على التهديد الرئيس والجدي للنظام أي المقاومة الإيرانية والشباب رغم اختلافهما في أسلوب المواجهة، حيث يرى خامنئي الحل في اللجوء إلى الثقافة الرجعية والايديولوجية البالية والمنحطة للملالي بكل مظاهرها بينما تعد زمرة رفسنجاني روحاني هذه الأساليب فاشلة وتسعى لإشغال وحرف جيل الشباب بمظاهر غربية، بيد أن عصابة خامنئي تؤكد أنه بكل شرخ وثقب تحدث في جدار الكبت فهذا هو الايديولوجية والثقافية الثورية التي تجد فسحة للتقدم والتنمية إذ إنها تمثل ردا ملموسا وحقيقيا على تحديات المجتمع الإيراني منبثقة عن الثقافة والتاريخ الإيراني.
في خطاب خامئيني الموجهة إلى مجموعة من عناصر النظام تحت عنوان المعلم والتربوي حول إبداء القلق من الظروف الثقافية أكد أن ”لنظام السلطة الدولي” أجندات ومخططات ”ضد جيل المستقبل” و”أنه يريد أن تتم تربية جيل في الدول يحمل أفكاره وثقافته” وكذلك أعرب عن سخطه تجاه وزارة الاتصالات المسؤولة عن التحكم بفضاء الإنترنت متخذة موقفا مناقضا أنه ”لماذا نتوخى الحذر؟ لماذا لا نترك هذا الفضاء غير المنضبط وشأنه؟!”.
دجل خامنئي يكمن في أن تظهر هذه الوضعية نتيجة للعنصر الخارجي، الاستكبار والغرب وأميركا وتحريضهم وتوغلهم، على غرار كل ديكتاتور يوشك على السقوط بينما الشباب الإيرانيون متعطشون للتغيير ويبحثون عن حل جذري قد يجدونه في الثورة.
المركز الصحفي السوري – رشيد وليد