لطالما كان ارتياد الجامعة حلما للشباب السوريين لإكمال تحصيلهم العلمي أكاديميا، ومرحلة أساسية لتكوين أنفسهم، إلا أن الحرب بأعوامها الخمسة بددت أحلام شبابها وسرقت براءة أطفالها وشردتهم، فباتت طموحاتهم لا تتجاوز إنهاء يومهم دون أن يفقدوا أحبة أو يجبروا على النزوح إلى مكان آخر.
كان التعليم المفتوح في سورية فرصة أمام من يود إكمال تعليمه دون الالتزام بالدوام، إذ إن نظامه يعتمد على التعليم الذاتي من خلال المحاضرات الأسبوعية المختصرة التي تتضمن شرحا سريعا وإجابات لبعض الأسئلة من قبل المحاضرين، والتسجيل في كلياته بطريقة مباشرة، ومع ازدياد أعداد الطلاب الوافدين إلى كليات التعليم المفتوح غدا التسجيل فيها تبعا لمفاضلة بحسب درجات الطالب في الثانوية العامة، ومع ذلك مازال هناك تخوف من قبل خريجي كلياته بشأن مصيرهم المجهول، فلا توجد لهم مسابقات للتعيين، ولا يعترف بشهاداتهم إلا في الدول التي تتبع هذا النظام في التعليم.
ضغوطات وظروف صعبة يواجهها طلاب الجامعات بشكل عام، وطلاب التعليم المفتوح على وجه الخصوص من صعوبة في التنقل بين المحافظات والوصول لجامعاتهم، فمنهم لم يتمكنوا في الفصل الدراسي الأول تقديم امتحاناتهم رغم أنهم دفعوا رسوم التسجيل ورسوم المقررات التي سيقدمونها، إذ يبلغ رسم المقرر 5000 ليرة سورية بعد أن كان في بادئ الأمر 3000، ما دفعهم للتقدم بشكاوى لإدارة التعليم المفتوح لإعادة تدوير رسوم التسجيل، كي لا يضطروا لدفع الرسوم مرة أخرى وذلك اقتضاء لنظام التعليم، فيعتبر الطالب راسبا في المقرر مالم يحضر ويستوجب عليه دفع نصف رسم المقرر أي 2500 ليرة.
يحكي لنا سالم من مدينة ادلب تجربته ومعاناته :” أدرس في جامعة حلب سنة ثالثة دراسات قانونية، ومع ارتفاع إيجارات البيوت وغلاء المعيشة في حلب قررت أن أسجل موادي وأحضر وقت الإمتحان في الشهر الثاني، إلا أنه حدث مالم يكن في الحسبان، فقد جرت وقتها اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم الدولة أدت لقطع الأخير طريق خناصر حلب بعد سيطرته عليه، ولم أتمكن من تقديم المواد، وبناء على نظام التعليم المفتوح يتوجب عليّ إعادة دفع نصف الرسوم: لديّ 6 مواد، أي يجب أن أدفع 15 ألفا.. إلى متى سيبقى الشعب ضحية للحرب؟ “.
ونظرا لكثرة الشكاوى التي تقدم بها طلبة التعليم المفتوح بشأن إعادة تدوير الرسوم، صرح عضو اللجنة الفنية للتعليم المفتوح لاتحاد طلبة سوريا “عمر جباعي” أن اللجنة ناقشت مطالب الطلاب وهناك إجماع بالموافقة على إعادة تدوير رسوم الفصل الأول وعدم اعتبار العام الدراسي 2014ـ 2015، من سنوات الانقطاع.
وكعادة مسؤولي النظام لا يصدرون أي قرار فيه منفعة للمواطنين إلا ويكون لهم بالمقابل منفعة مضاعفة، فقد صرح “جباعي” في الخبر نفسه أن اللجنة تدرس رفع رسم تسجيل المادة من 5000 إلى 10 آلاف أي الضعف، فتكون إعادة التدوير مجرد جرعة مهدئة للطلاب كي يستوعبوا أنهم يعيشون في بلد جل هم حكومته استغلال شعبها غير آبهة بمعاناته وظروفه الصعبة.
يختم سالم حديثه وقلبه محترق على بلده :” عايشين ببلد لازم نضل ساكتين فيه، حكومة ما عندا قدرة تعيّش شعبا بكرامة ليش لهلأ بقيانة، بس ليذلونا ويحاربونا بلقمة خبزنا، ما عاد بدنا جامعاتن ولاعاد بدنا منن شي، النا الله ما بينسانا بس يتركونا نعيش بسلام، يبعدوا عنا حقدن وطياراتن رح نكون ساعتها بألف خير”.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد