بعد تجهيز مطار حميميم العسكرية بريف اللاذقية لاستقبال الطائرات الروسية التي ستدعم قوات الأسد في الحرب القائمة على الأرض السورية، حيث يعد من المطارات الصغيرة وغير قادر على استقبال المقاتلات الحديثة التي ستستقدمها روسيا، فاضطرت قيادة النظام إلى جلب معدات حفر وإنشاء مدرج جديد داخل المطار يبلغ طوله 3300متر، ولكن وصول صواريخ كتائب الثوار إلى داخل المطار، غير الحسابات الروسية، ما دفعهم إلى تجهز قاعدة عسكرية جديدة هي الثانية لها في سوريا لاستخدامها في حملتها الجوية الداعمة لنظام الأسد والميليشيات التي تقاتل مع قواته.
يقع مطار الشعيرات العسكري الذي يعد أكبر المطارات السورية حجماً في ريف حمص الجنوبي الشرقي، ويعد من أهم مطارات النظام التي يستخدمها لقصف المناطق المحررة المحيطة بمدينة حمص، وقد دارت عدة معارك بين مقاتلي تنظيم الدولة وعناصر النظام للسيطرة على المطار، لكن القصف الجوي الروسي ومساندة الميليشيات الشيعية لعناصر النظام حالت دون وصول عناصر التنظيم إلى داخل المطار.
وأفاد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس بأنه” قاربت أعمال الصيانة في قاعدة الشعيرات السورية على الانتهاء، والتي ستصبح أكبر القواعد الروسية في سوريا”
وأوضح المصدر العسكري، “وصل عدد من المستشارين الروس منذ أسابيع إلى قاعدة الشعيرات، مشيراً على أنها ستدخل طور الاستخدام من قبل القوات الروسية والطائرات المقاتلة قبل نهاية الشهر الحالي من العام الحالي”.
وتسعى القوات الروسية إلى توسيع المطار لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطائرات الحربية التي ستنطلق لقصف مناطق الريف المحرر من مدينة حمص والمدن السورية المحررة، حيث تنوي القوات الروسية استقدام الآلاف من الجنود سيتم توزيعهم على القاعدتين في اللاذقية وحمص، كما أن القوات الروسية تستخدم مطار التيفور في ريف حمص كمهبط لمروحياتها القتالية، التي تقصف غالبية مناطق ريف حمص الشرقي الذي يشهد معارك عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس “إن الروس يبنون مدرجات جديدة في مطار الشعيرات كما يعملون على تحصين محيطه من أجل استخدامه في وقت قريب في عمليات للطائرات الحربية في ريف حمص الشرقي باتجاه مدينة تدمر الأثرية ومناطق أخرى”.
كما تعتزم روسيا إرسال دفعات جديدة من المقاتلات الحديثة إلى المطار، لشن مزيد من الضربات الجوية ضد ما تعتبره روسيا الإرهاب، ومن بين هذه المقاتلات طائرات من نوع ميغ 29 وميغ 31 وهذه النوع من الطائرات يحتاج إلى مدرجات كبيرة لعمليات الهبوط بسبب السرعة الكبيرة التي تتمتعان بها.
فهل ينوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحويل سوريا إلى مستعمرة روسية وحقل تجارب لأسلحته المطورة، واختبار فعاليتها ضد السورين، أم أنه شعر بدنو أجل نظام الاسد وتهاوي حكمه، وأنه يجب تكثيف مسانده قبل أن ينهار أمام معارضيه؟.
المركز الصحفي السوري ـ أحمد الإدلبي