قبل نحو أسبوعين من مدة الاعتقال التي حددتها إحدى محاكم دولة الاحتلال العسكرية بثمانية أشهر، بتهمة صفع جندي وتوجيه الإهانة لجيش الاحتلال، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الشابة عهد التميمي (17 عاما)، في الساعات الأولى من فجر أمس. وأفرج أيضا عن والدتها ناريمان.
ورغم محاولات التمويه والتشتيت التي قام بها جيش الاحتلال لإبعاد الصحافيين، ومن بينهم مراسل «القدس العربي»، عن الحاجز الذي ستسلم فيه إلى أهلها، إلا أن المئات منهم كانوا في استقبالها عند مدخل قريتها النبي صالح شمال غرب مدينة رام الله الذي كان موصدا بحاجز حديدي. واختارت عهد لدى دخولها القرية النزول في منزل ابن عمها الشهيد عز الدين التميمي، الذي أعدمته قوات الاحتلال بدم بارد أثناء وجودها في المعتقل.
وكان في استقبالها أيضا أهل قريتها والقرى المجاورة وهم يهتفون: عهد عهد حنكمل النضال – عهد عهد يا رمز الأجيال. بالروح بالدم حنكمل المشوار – حرية – فلسطين عربية.
وقبل المؤتمر الصحافي الذي عقدته في قريتها رغم الإرهاق الذي كان باديا عليها، استقبلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة في رام الله، حيث وصفها بالنموذج المثالي للمقاومة الشعبية للشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال.
وعقب استقبالها في مقر الرئاسة توجهت عهد ووالدتها ناريمان ووالدها باسم التميمي إلى ضريح الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، حيث وضعتا إكليلا من الزهور.
وقالت عهد لـ «القدس العربي» التي ظل مراسلها مع العائلة: «إنني ما زلت أفكر في الأسيرات اللاتي عشت معهن طيلة ثمانية أشهر وقدمن لي الدعم وبقين معي وأتمنى لهن الحرية بسرعة».
ثم خرجت عهد برفقة والدها إلى جماهير الصحافيين المنتظرين، وأدلت بالتصريح التالي: «من بيت الشهيد أقول إننا سنبقى نقاوم حتى زوال الاحتلال وتحرير الأسرى جميعا وأحيي كل شخص وقف معي أثناء اعتقالي».
ودعت عهد التميمي في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في القرية، ومن ورائها مقلاع ضخم، وهو رمز المقاومة الشعبية الفلسطينية، إلى مواصلة الحملات التضامنية، التي كانت تنظم لمساندتها، حتى تحرير الأسيرات والأسرى كافة من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت مقاطعتها لوسائل الإعلام العبرية، وقالت إنها لن تجيب عن أي أسئلة قد توجهها لها، مبررة ذلك بأن الصحافة العبرية عملت على تشويه القضية التي تدافع عنها.
وتحدثت عهد خلال المؤتمر عما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، ومن بينهن الأسيرات القاصرات، وإلى المعاملة غير الانسانية التي يتعرض لها الأسرى بشكل عام خلال الاعتقال ونقلهم بين السجون.
ووجهت التميمي، أمس الأحد، الشكر للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولشعبه المناصر للقضية الفلسطينية.
وقالت في تصريحات للأناضول من منزلها في بلدة النبي صالح غربي رام الله «ليس غريبا أن يتصل بي الرئيس إردوغان، له التحية». ومضت «هذا الاتصال دعم كبير لنا».
وأضافت «أوجه التحية للشعب التركي الذي يناصر ويقف مع الشعب الفلسطيني، كما أشكر كل من يقف ويساند قضيتنا من أجل التحرر من الاحتلال».
وفي السياق أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها، عن اعتقال فنانين إيطاليين رسما لوحة جدارية عملاقة بارتفاع 4 أمتار، لعهد التميمي التي أصبحت أيقونة المقاومة الشعبية، على جدار الفصل الذي يحيط بالجهة الشمالية لمدينة بيت لحم. وبررت الاعتقال «بتهمة تخريب وإلحاق أضرار بالسياج الأمني في منطقة بيت لحم».
وجاء في البيان أن الفنانين كانا ملثمين وهم يرسمان على الجدار في مخالفة للقانون، وعندما تحركت شرطة الحدود لاعتقالهما حاولا الفرار في سيارتهما التي أوقفتها قوات الاحتلال.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية أمس إنها «تتابع باهتمام كبير وضع الإيطاليين اللذين أوقفا في بيت لحم»، موضحة أن قنصل إيطاليا توجه الى «مكان احتجازهما في القدس». وأضافت أن محاميا للقنصلية تمكن من التحدث إليهما.
وعلى صعيد آخر اعترض سلاح البحرية الإسرائيلية سفينة «العودة» التي كانت تقل متضامنين أجانب مع قطاع غزة، لدى اقترابها من شواطئ مدينة غزة، وقطرت السفينة إلى ميناء أسدود القريب واعتقلت المتضامنين على متنها.
«القدس العربي» – عبد الحميد صيام