كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن اتصالات ولقاءات، عقدت مؤخرا بين مسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة وآخرين فلسطينيين، وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب، بدأت ببلورة موقفها المتعلق بالصراع في المنطقة، وذلك بعد يوم واحد فقط من الكشف عن لقاء جمع بين رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» ومسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية.
ونقلت وكالة «معا» المحلية للأنباء عن مصادر وصفتها بالمطلعة القول أن الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت ببلورة مواقفها المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن واجتماعه هناك مع الرئيس ترامب يوم 15 من الشهر الجاري.
وأكدت أنه بعد اللقاءات التي أجراها الملك الأردني عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي ترامب ونائبه ووزير الدفاع، إضافة إلى الاتصالات التي أجراها ترامب مع ملك السعودية ورئيس دولة الإمارات العربية والاتصالات المستمرة مع مصر «بدأت تظهر مؤشرات من قبل الإدارة الأمريكية بأنها وبعكس التوقعات الأولية ستأخذ موقفا أكثر حذرا في المنطقة»، لافتة إلى أنها ستقوم بتفهم وجهات النظر العربية والفلسطينية، لكن المصادر قالت إن هذه المحصلة «قد تكون سابقة لأوانها».
وكشفت المصادر عن اتصالات ولقاءات جرت مؤخرا بين الفلسطينيين والإسرائيليين أبدت خلالها الإدارة الأمريكية نيتها فتح حوار رسمي مع الفلسطينيين.
وذكرت المصادر أيضا أن الإدارة الأمريكية أكدت على أهمية إبقاء العلاقة مع الفلسطينيين لمصلحة التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والاستقرار والسلام بالمنطقة. وتوقعت المصادر عقد لقاء بين ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني في الشهر المقبل، قبيل القمة العربية المرتقبة بالأردن.
وحول ملف نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، قالت المصادر «يبدو إن الرئيس ترامب لن يقوم على الأقل في المدى المنظور بنقل السفارة، لإدراكه بأن مثل هذه الخطوة سيكون لها عواقب سلبية في المنطقة».
وجاء الكشف عن عقد لقاءات أمريكية فلسطينية، بعد يوم واحد من الإعلان عن لقاء جمع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» يوسي كوهين، مع كبار مستشاري الرئيس الأمريكي ترامب، سراً، في واشنطن، قبل أسبوعين.
وكان إلى جانب رئيس «الموساد» القائم بأعمال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب ناغل، حيث عقد اللقاء بعد يومين فقط من تولي ترامب السلطة. وحسب ما كشف فقد تناول اللقاء القضية الإيرانية، والأوضاع في سوريا، كما تناولت الملف الإسرائيلي الفلسطيني.
وكان سفير فلسطين لدى واشنطن معن عريقات، قد استبعد قيام إدارة ترامب بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، وقال إن هناك قناعة في أمريكا بغض النظر عن الإدارة، بأن المساعدات التي تقدمها للفلسطينيين مهمة جدا، ومن المستبعد أن يتم إيقافها، كونها تذهب لتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للشعب الفلسطيني. لكنه رغم ذلك أشار إلى إمكانية تقليص هذه المساعدات أو وضع شروط إضافية عليها، متوقعا إعلان قيمة المساعدات الأمريكية للسلطة لعام 2017 خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح أن إدارة ترامب أبلغت السلطة رسميا بأنها تريد إجراء مراجعة قانونية لمبلغ 221 مليون دولار الذي قررت إدارة باراك أوباما تحويله للسلطة قبيل مغادرتها بساعات.
وكشف عريقات عن قيام إدارة ترامب بإعادة جدولة تحويل 27 مليون دولار، لصالح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID من أجل تحسين أوضاع البنية التحتية في فلسطين، من المبلغ الذي تم إيقاف تحويله للمراجعة القانونية.
وكانت تقارير مصدرها إسرائيل، ذكرت أن ترامب هدد بمعاقبة الفلسطينيين، حال قاموا بمقاضاة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.
وذكرت أن الإدارة الأمريكية ستقوم بتنفيذ عقوبات، واتخاذ خطوات شديدة أخرى من شأنها أن تلحق الضرر الكبير في مكانة وموقع منظمة التحرير الفلسطينية. وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية ستقوم بقطع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى السلطة الفلسطينية، وستقوم بإغلاق مكاتب تابعة لمنظمة التحرير.
وكثيرا ما عبر مسؤولون فلسطينيون عن خشيتهم من السياسات الأمريكية للإدارة الجديدة، خاصة في ظل دعمها الكبير لإسرائيل.
وقد أبدت الإدارة الأمريكية الجديدة الكثير من الدعم لإسرائيل، ورفض الرئيس ترامب قبل توليه المنصب قرار مجلس الأمن الأخير الذي يدين الاستيطان.
كذلك كان ترامب قد وعد بنقل مقر السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس، في تحد للفلسطينيين والدول العربية، وفي مخالفة لوعود الإدارة الأمريكية السابقة عند عقد مؤتمر مدريد الدولي للسلام عام 1990.
وقبل أيام أكد البيت الأبيض في بيان له أنه لا يرى أي تعارض بين المستوطنات وعملية السلام في المنطقة، وهو ما يخالف نص القرار الدولي، ومطالب الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وكان البيت الأبيض قد أكد أن واشنطن ترى أن وجود المستوطنات «لا يمثل عائقا أمام تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، إلا أنه أكد أيضا أن بناء مستوطنات جديدة أو التوسع في المستوطنات القائمة «قد لا يكون مفيدا لتحقيق السلام».
وأضاف البيان أن إدارة الرئيس ترامب لم تتخذ بعد موقفا رسميا بشأن النشاط الاستيطاني، وأنه سيناقش هذه المسألة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الشهر.
وكان الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قال في تصريحات لـ القدس العربي، إن الإدارة الأمريكية الجديدة «تتجاهل اتصالاتنا ورسائلنا حول جرائم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية».
وجاء بيان البيت الأبيض وكذلك تصريحات عريقات، عقب مصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، على بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، في رابع إعلان من نوعه منذ تولي ترامب منصبه.
المصدر:القدس العربي