اختارت دمشق سفيرها في الأمم المتحدة بشار الجعفري لرئاسة وفدها إلى محادثات أستانة، وفق ما ذكرت صحيفة «الوطن» السورية، أمس الثلاثاء، في وقت سيرأس القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش وفد ممثلي الفصائل المعارضة، وسيضم وفد الفصائل قرابة عشرين شخصا، بحسب قيادي معارض، فيما يبدو التباين واضحا بين الطرفين حيال رؤيتيهما لمضمون المحادثات بحد ذاتها، والتي قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء إن من أهدافها «أولا تثبيت وقف إطلاق النار».
ويتضمن وفد النظام وفق «الوطن»، «شخصيات تمثل المؤسسة العسكرية وشخصيات تمثل القانون السوري، بحيث يكون الوفد ممثلاً للدولة السورية مجتمعة».
ويقول أحمد رمضان، وهو قيادي في الائتلاف السوري المعارض، «جدول الأعمال الرئيسي بالنسبة الينا يتضمن تثبيت وقف إطلاق النار، ووقف التهجير القسري، بالإضافة إلى إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة».
ومع تأكيد رمضان أن «تفاصيل العملية السياسية متروكة لمفاوضات جنيف» والتي تأمل الأمم المتحدة باستئنافها في الثامن من شباط/ فبراير المقبل، تريد دمشق بحث «حل سياسي شامل» في أستانة.
وتحدث عن «إشكاليات تحيط بخمس نقاط أساسية، أولها أن الضمانات التي تقدم للمعارضة شفهية، وثانيها عدم تسلم جدول أعمال رسمي بعد، عدا عن أن مرجعية الاتفاق ليست معروفة».
ويشرح في هذا الإطار أن «المقصود بالإشكالية الأخيرة هو في حال حدوث خلاف حول تفصيل معين إلى من وماذا سيحتكمون؟»، مذكرا بأن القرارات الدولية بشأن سوريا شكلت مرجعية أساسية لمحادثات جنيف.
كما يشير إلى إشكاليتين تتعلقان «بغياب أي تصور حول مخرجات الحوار، وكذلك شكل المحادثات، بمعنى هل ستكون مباشرة أم لا».
ولا يبعث حجم الهوة القائمة بين الطرفين وحلفائهما حيال مضمون المحادثات آمالا بإمكانية تحقيق تقدم في أستانة، خصوصا وأن عدم التوافق على جدول الأعمال في جنيف أعاق إمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات التي بقيت في المربع ذاته.
وكتب رئيس تحرير صحيفة «الوطن» وضاح عبد ربه في افتتاحية الصحيفة أمس الثلاثاء «لا يتوهم أحد أن دمشق ذاهبة إلى أستانة للبحث في وقف للعمليات القتالية، كما يريد البعض أن يروج، أو لتثبيت ما سمي بوقف لإطلاق النار، بل دمشق ذاهبة في إطار رؤيتها لحل سياسي شامل للحرب على سوريا… ولإعادة فرض هيمنة وسيادة الدولة على كامل الأراضي السورية».
وقال لافروف «نقدّر بأن قادة المقاتلين على الأرض سيشاركون ويجب عدم حصر لائحتهم فقط بالمجموعات التي وقعت في 29 كانون الاول/ديسمبر» اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف «يجب أن يتمكن الراغبون في الانضمام إلينا من القيام بذلك».
وقال لافروف «سيكون من المنصف دعوة ممثلين من الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة». وصرح مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن المحادثات لن تضم وزراء خارجية الدول المشاركة، وقد تستمر أياما عدة، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
القدس العربي