وإن أصرّ كثيرون على تجاوز الأزمات والصعوبات المعيشية اليومية، رغبة منهم في إسعاد أطفالهم واسترجاع بعض من الذكريات الجميلة.
لكنّ ثمّة حلماً يتشاركه النازحون السوريون سواء أكانوا يقيمون في مخيمات أو منازل مستأجرة، وهو العودة إلى منازلهم ومدنهم وقراهم لقضاء العيد مع أحبائهم و أقاربهم…
فرحة العيد حاضرة رغم القصف والتهجير..
يمر العيد على نازحي إدلب في ظل الحرب، وفقدان الكثيرين للمة أفراد الأسرة، والشوق للأحبة الذين غيبهم الموت أو الاعتقال أو التهجير، ولكن رغم الحرب والدمار ووطأة النزوح ومرارة الواقع المعاش، تحاول العديد من الأسر إحياء طقوس ارتبطت بالعيد، منها صناعة الحلويات والكعك الذي تعبق رائحته الزكية الأزقة والحارات، لتعلن عن قدوم العيد، وتبعث الأمل في قلوب الكبار والصغار، حيث تقول أم محمد النازحة من ريف إدلب الجنوبي والمقيمة في مخيم الكرامة، بأن الأوضاع المعيشية قاسية والظروف متعبة، ومع ذلك تسعى لإدخال الفرحة إلى قلوب أفراد عائلتها “الحياة بالمخيم كتير صعبة بس الولاد مالون ذنب بدهون يفرحو”
وكذلك النازح والمهجّر من ريف حماة الغربي أبو علاء يقول ” جبت حلو العيد وتياب للولاد لحتى يفرحو بالعيد”
ورغم الأوضاع المعيشية القاسية، وحالة التخبط والنزوح يأبى أهالي إدلب أن تكسرهم الظروف، ويصرون على التحامل على آلامهم، والاحتفال بالعيد رغم كل شيء، ساعين لإدخال الفرحة إلى قلوب أبنائهم، متناسين ما يدور حولهم من مآسٍ، ليبقى عيدهم الحقيقي بعودة النازحين إلى منازلهم، واللقاء بأحبتهم بعد غياب.
بهجة العيد بقدوم اللاجئين من تركيا لقضاء الإجازة في الشمال السوري..
قال مازن علوش، وهو مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى الحدودي «بعد عامين عن من انقطاع إجازات عيد الأضحى المبارك عن أهلنا السوريين المقيمين في تركيا بسبب إجراءات حكومية تركية معينة، وأيضاً إجراءات متعلقة بجائحة انتشار فيروس كورونا، بدأ عدد كبير من أهلنا السوريين المقيمين في تركيا في التوافد إلى معبر باب الهوى الحدودي، لقضاء إجازة عيد الأضحى في سوريا منذ 6 في الشهر الحالي يوليو (تموز)، وستستمر عملية دخولهم حتى 18 من الشهر الحالي، على أن تبدأ عودتهم بعد فترة انقضاء فترة عيد الأضحى في 26 من الشهر الحالي يوليو، ولغاية آخر يوم من العام الحالي 2021».
حيث توافد آلاف السوريين المقيمين في تركيا إلى شمال سوريا من المعابر الحدودية لقضاء إجازة عيد الأضحى هذا العام، ضمن مدة زمنية حددها الجانب التركي، بعد إغلاق المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا أمام حركة المسافرين لسنوات.
وشهد معبر باب الهوى خلال اليومين الماضيين توافد آلاف السوريين وسط إجراءات أمنية مشددة من قِبل الجهات الأمنية المسؤولة في إدارة المعبر، ترافق معها إجراءات وإرشادات صحية من قبل الطواقم الطبية وفرق الدفاع المدني السوري للوافدين، ووسائل نقل مجانية.
ويعتبر اللاجئون السوريون في تركيا بحسب تلفزيون سوريا في 6/7/ 2021إجازة العيد المتنفس الوحيد لهم لزيارة الأهل والأقارب في بلادهم، وذلك ضمن مدة محددة، حيث تستطيع الأسر السورية المقيمة في تركيا والحاملة بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” زيارة سوريا خلال فترة العيدين الفطر والأضحى المبارك.
القصف المستمر يسرق فرحة الأطفال في العيد…
غابت عن عشرات القرى والبلدات في جبل الزاوية جنوب إدلب في الشمال الغربي السوري، أجواء التحضيرات لعيد الأضحى هذا العام، وخيم الحزن العميق على عشرات الأسر لفقد عزيز أو خسارة مأوى، في ظل هجمة بالقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة بالقذائف الروسية المتطورة، التي انطلقت في بداية حزيران، بحسب الشرق الاوسط في 19يوليو 2021 , حيث هناك المزيد من الخسائر البشرية على خلفية المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في بلدة إحسم بجبل الزاوية جنوب إدلب .
وهناك عشرات العائلات قد نزحت بسبب القصف، من مدينة أريحا وبلدات «سرجة وإحسم وبليون وابلين والبارة وفليفل» جنوب إدلب، باتجاه المناطق البعيدة والآمنة نسبياً، وسط ظروف إنسانية صعبة، ولجأت بعض الأسر إلى أقارب في مخيمات منتشرة بالقرب من الحدود السورية، بينما وجدت عائلات أخرى في أشجار الزيتون شمال إدلب، ملجأ مؤقتا لعل الهدوء يعود إلى مناطقها ويسمح لها بالعودة.
وبشكل عام لا تكتمل فرحة العيد في الشمال السوري ، بسبب مصاعب النزوح وغلاء المعيشة وانعدام مقومات الحياة الأساسية ،والأوضاع المعيشية الصعبة وعدم وجود مصادر دخل كافية خصوصا في الوضع الحالي
وظل القصف والدمار الذي تسببه قوات النظام وروسيا .
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع