بينما كانت المحادثات الإيرانية الأمريكية حول الملف النووي في “واشنطن” يسودها التساهل وبشكل واضح حول تلك النقطة بالتحديد، فإن إيران اليوم ليست متساهلة مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالوضع السوري.
حيث تواجه الإدارة الأمريكية المقبلة (فيتو) إيرانيا جديداً في سوريا، وحسب أقوال الإيرانيين بأن لهم حججاً مختلفة لتبرير اعتراضهم على مشاركة الأمريكيين في محادثات السلام السورية ومن تلك التبريرات “أن واشنطن لم تمارس ما وصفته بالدور الإيجابي لوقف إطلاق النار في سوريا وتشجيع الحوار السياسي فيها، وأنها طالبت، بإسقاط النظام وأن الأطر السابقة فشلت في حل الأزمة السورية.
أما الروس فبدا واضحاً موقفهم المنفتح أكثر نحو مشاركة الأمريكيين ومن يريد من الفصائل السورية المسلحة؛ ليظهر السؤال الذي بات جلياً هل بدأت طهران مبكراً مواجهة خطاب ترامب المتشدد تجاهها؟
مع إدارة جديدة لا تخفي عداءها لطهران ولجوهرة إنجازات “محمد جواد ظريف” وزير الخارجية الإيرانية طيلة عمله السياسي “الاتفاق النووي” لذلك ولغيره لم يعد “ظريف” رؤية ما هو ضروري لشراكة من أي نوع مع واشنطن وتحديداً “محادثات الأستانة” المرتقبة بشأن سوريا.
ومجاهرةً يرفض مشاركة الأمريكيين فيها حيث “لا داعي لهم”، بل وحتى لم توجه لهم بلاده الدعوة بالأساس.
أما موسكو فظهرت وكأنها في حال الاتفاق مع “أوباما” التي أعلنت سابقاً أن السلاح الكيماوي خط أحمر لا يمكن تجاوزه وعندما استخدمه من قبل نظام الأسد لم تفعل شيئاً لاهي ولا روسيا، وكأن ذلك الخط الأحمر قد مسح من أصله، حيث إن موسكو ترغب بقوة بدعوة واشنطن كمبادرة لتقديم حسن نية في هذا الملف حصراً.
إيرانياً “قد يكون الأسد خطاً أحمر”؛ كونها تريد نفوذاً أقوى على رقعة أرض استراتيجية باتجاه البحر المتوسط، ومجاورة إسرائيل الخصم – الصديق – الأكذوبة في آن واحد.. قبل أن تفاوض ولا يستقيم هذا إلا بوجود الأسد، وبات تشدّد الإيرانيين في طهران مراهنة على الملف السوري.
ربما لدفع الرئيس الجديد “ترامب” للتراجع عما يصفه بالتطرف وإيذاء ملفهم النووي وذاك يعني أن سوريا وفقاً للبعض أنها رهينة دور وظيفي وليست أكثر لطهران.
إيران كانت ومازالت الداعم الرئيس للنظام السوري والذي تساهم وبقدر كبير لمنع انهياره للحفاظ على مصالحها على الأراضي السورية.
أما السؤال المطروح للجميع هل موقف إيران قادر على منعها؟
أم أن لا أحد يستطيع أن يمنع الولايات المتحدة من المشاركة في أي مؤتمر تريده أصلاً؟
لا حل سياسي دون الولايات المتحدة وأيضاً ليست هناك من إمكانية لضمان وقف إطلاق النار من دونها، أميركا التي تبني وتعزز مع روسيا علاقة لإمكانية محاربة الإرهاب أو كيف تستطيع أن تخرج وتضعف عناصر الدور الإيراني في سوريا خاصة غنية عن المنع وربما لن تستطيع إيران المساومة معها على الورقة السورية ولو بذلت جهودها.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد