علّق موقع “تابناك” التابع للجنرال “محسن رضائي” على قضية العلاقة الروسية الإيرانية والعلاقة الروسية الإسرائيلية، بشكل لافت للنظر، بعد اللقاء الثلاثي لوزراء دفاع إيران وروسيا والنظام السوري.
وشرح “تابناك” المواقف الإيرانية من موقف الروس بسوريا قائلا إن “عدم تجهيز ودعم حزب الله ومحور المقاومة، والموقف الروسي من بقاء بشار الأسد في السلطة، والاعتراف بفصائل المعارضة السورية، من الملفات التي لا يمكن لإيران أن توافق عليها أو تتعامل معها، وفي نهاية المطاف، فهذه القضايا والملفات قد تؤثر على العلاقات بين إيران وروسيا في المنطقة.”
وأوضح “تابناك” بأن الروس “يحاولون خلق توازن في علاقتهم مع إيران وإسرائيل، وحاجة الروس الاستراتيجية لهاتين الجهتين دفعتهم لخلق توازن في العلاقة، ولكن في المستقبل غير البعيد جدا يجب على الروس اختيار إما إيران أو إسرائيل، لأن أيا من هاتين الجبهتين لا تنظر بصورة إيجابية إلى هذا النهج الروسي، ومواصلة الحفاظ على هذا التوازن في الوقت ذاته سوف يكون صعبا جدا على روسيا مستقبلا.”
ووجه الموقع كلمة هامة مخاطبا الروس تحت عنوان: “على روسيا أن تختار: إما إيران أو إسرائيل”، وتزامن ذلك مع وجود وزير الدفاع الروسي في طهران.
وقال “تابناك”، الذي يمثل وجهة نظر التيار المقرب من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية “علي خامنئي”، إن نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا، وبعد لقائه ببوتين، تحدث بصراحة من موسكو عن أن إسرائيل لا تسمح لإيران وحزب الله ببناء قواعد عسكرية جديدة في مرتفعات الجولان وفتح جبهة جديدة من الجولان ضد إسرائيل .”
وأضاف “تابناك” أن نتنياهو من خلال مساعدة الروس يريد أن يعمل ضد تنامي قوة النفوذ الإيراني بسوريا، ويقف بمساعدة روسيا ضد الدور الإيراني في سوريا .”
وتساءل “تابناك” قائلا: “السؤال الذي يطرح نفسه، ويحتاج إلى إجابه، هو: إلى أي مدى توافق روسيا مزاعم نتنياهو حول مواجهة قوة إيران وحزب الله، وبدعم من قبل روسيا في سوريا؟ وهل تتماشى موسكو مع سياسة تل أبيب وتوافق عليها في سوريا؟!”.
وأوضح “تابناك” أن هناك “مخاوف عديدة لدى إسرائيل من التواجد الإيراني في مرتفعات الجولان، وتشعر بالخطر الحقيقي من تفعيل جبهة الجولان من قبل إيران وحزب الله، حيث طرح هذا الملف بصفته أحد المحاور في المفاوضات التي جرت بين بوتين ونتنياهو في موسكو.”
وأضاف “تابناك” أن “الرد الروسي على مخاوف إسرائيل غير واضح، ويبدو أنها ستتخذ الموقف المحايد حيال تشكيل نواة جديدة لحزب الله في سوريا.”
وقال “تابناك”: “السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو: هل بإمكان إيران أن تتعايش وتتماشى مع المخاوف الإسرائيلية المؤيدة من قبل روسيا؟ والإجابة على هذا السؤال هي: لا”.
وكانت وكالة مهر الإيرانية قد نقلت عن القائد العام للحرس الثوري الإيراني “محمد علي جعفري” في طهران قوله: “إنّ جارتنا الشمالية (روسيا) التي جاءت تُساعد في سوريا، وتُقدّم المساعدات بحثاً عن مصالحها، غير سعيدة بالمقاومة الإسلامية (حزب الله والمليشيات المدعومة من إيران)، ولا تتطابق مع إيران بشأن الرئيس السوري بشّار الأسد”، وكان مرشد الثورة الإيرانية خامنئي قد مهّد لهذه التصريحات فقال: “لا يمكن لبلد واحد (المقصود روسيا) أن يفرض وحده مستقبل سوريا”.
وتتبنّى إيران مواقف النظام السوري نفسها بخصوص بقاء الأسد في السلطة، واعتبار المعارضة بجميع تنوّعاتها معارضة إرهابية، وأنّ عليها التسليم ببقاء بشّار في السلطة إن أرادت الدخول في أي حل سياسي، وأنّ الحسم العسكري من قبل النظام والانتصار على المعارضة هو الخيار الوحيد لإيران ولنظام الأسد، وشرح محمد جعفري موقف إيران من الأسد فقال: “إنّنا لا نرى بديلاً للأسد ونعتبره خطاً أحمر ممنوع تجاوزه”.
مواقع