لماذا لا يروي عطشنا إلا الماء؟

السؤال البسيط الذي يدور بمخيلتنا دائماً دون أن نجد له إجابة، لماذا الماء بالتحديد هو الذي يشعرنا بلذة الارتواء؟ دعونا نبحث عن الإجابة.

صحيح أن المشروبات الأخرى كالعصائر والألبان والقهوة والشاي كلها تحتوي في تركيبها على الماء، إلا أن الماء هو المشروب الوحيد الذي لايحوي على أية سعرات حرارية قد تسبب لك المشاكل الصحية أو تتعارض مع حميتك الغذائية.

 

كلنا نعلم أن الجسم البشري يتكون من الماء بنسبة (55-78)% حسب حجم الجسم، وحتى يعمل الجسم البشري بشكل سليم يحتاج إلى تناول ما بين (1-7) ليتر من الماء بشكل يومي لتجنب التجفاف. علماً أن مقدار الماء المطلوب يختلف باختلاف نشاط الشخص وحرارته ورطوبة الجو وعوامل أخرى. لكن مرة أخرى لماذا الماء تحديداً هو الأمثل لإرواء عطشنا ومنع التجفاف؟

 

وفق دراسات حديثة قام بها علماء أعصاب بجامعة “ميلبورن” الأسترالية على مجموعة من الأشخاص، شملت 20 رجلًا وامرأة بصحة جيدة، حيث تضمنت الدراسة إجراء عمليات مسح مقطعية بالرنين المغناطيسي للمخ قبل وبعد شرب الماء عقب مجهود بدني عنيف ولّد لديهم شعوراً بالعطش؛ فوجدوا أن تناول الماء العادي دون إضافات وخلافاً لأي مشروب آخر مهما كانت جودته فإنه ينشط مناطق معينة في المخ وتحديداً القشرة الحزامية الأمامية والقشرة المدارية الجبهية وتعتبر هذه المناطق هي المسؤولة عن اتخاذ قراراتنا العاطفية والشعورية.

والسبب في ذلك يعود إلى أن أدمغتنا مبرمجة للتعرف فقط على الماء والرضا به لتوليد الشعور بالارتواء؛ وذلك بالتنسيق مع مستقبلات أسمولية بلازما الدم ومستقبلات ECFV.

والأمر لم يتوقف على ذلك، بل لأن عقولنا قد تطورت كذلك كي تقيس درجة التشبع بالماء، حيث لاحظ الباحثون أنفسهم نشاطًا زائدًا في مناطق البوتامين، المخيخ والقشرة الحركية في المخ عندما ارتوى المشاركون من الماء. والسبب أن هذه المناطق تحديداً هي المسؤولة والمشاركة في مراقبة وتنسيق الحركة لدينا، لهذا نشعر بأن طعم الماء لم يعد محبباً حالما ارتوينا، حيث تضيق فتحة المرئ لا إرادياً حينها لحثك على الاكتفاء بشرب الماء.

 

لا شيء يحل محل الماء.. فلكل مشروب آخر خواص وآثار خاصة به أشبه بالأجندة التي ينفذها. الماء وحده هو الذي لا يملك أجندة خاصة به، فعندما يدخل أجسامنا نستطيع استخلاص ما نحتاجه منه حقاً دون الحاجة إلى الكثير من التعقيدات.

وفي النهاية نستذكر قوله تعالى “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.

 

المركز الصحفي السوري _ ديانا مطر

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist