الطفل وائل النجار (6 اعوام) قتل برصاص قناص بينما كان يحاول العبور مما يسمى (ممر الموت) لرؤية والده المشتاق.
بدأ الحصار الفعلي في معضمية الشام في الأول من كانون الثاني 2012 فلا تستطيع الدخول إلا من طريق واحد يسمى شارع الأربعين و لكن بعدما رصد بقناص من قبل الفرقة الرابعة التابعة للنظام أصبح يسمى ممر الموت، فكم من قتيل برصاص القناص لا ذنب له سوى محاولة دخول بلدته من خلاله, إلى أن تم إغلاق هذا الممر بشكل كامل لمحاولة خنق هذه البلدة بالحصار التام.
عبير أحمد (25عاماً) والدة الطفل وائل الذي قتل في ممر الموت تحدثنا بحرقة و عيون دامعة قائلة:” أردت الدخول إلى بلدتي لأرى زوجي المشتاق لأطفاله، فقد اضطررت للخروج مع أطفالي للسكن خارج البلدة بسبب شح المواد الغذائية,
نزلت من السيارة على هذا الممر ومعي طفلي(وائل 6 اعوام_رهف عامان) حملت رهف ومسكت بيدي الأخرى وائل وكان علينا الركض بأقصى سرعة لتلافي القناص، وأثناء ركضنا سمعت صوت الرصاص, احتمينا بحائط أنا وطفلتي لكن يد وائل سقطت مني (تفكر برهة بعقل شارد وتتابع مضيفة بعيون دامعة والتوتر ظاهر على وجهها) “رأيت طفلي على الأرض مغطس بالدماء و يتلوى من الألم، اخترقت رصاصة الغدر جسده البريء, أخذت أصرخ وأصرخ وأنا أحضن طفلتي بشدة خوفا عليها وأراقب طفلي بحرقة و رجال الإنقاذ تحاول الوصول إلينا, توقف طفلي عن الحركة فسقط قلبي من بين أضلعي, وتجمد الدم في عروقي, فقدت الإحساس واختلطت مشاعري لم أعد قادرة على التفكير كيف أكمل طريقي وأنقذ طفلتي فلم يبقى لدينا سوى بضع خطوات ونصل إلى بر الأمان, حملت رهف وركضت إلى أن وصلت تاركة طفلي ورائي جثة هامدة, قام رجال الإنقاذ بسحبه, عدنا إلى زوجي المشتاق لكن بدون وائل.”
قمر العلي طالبة جامعية (22 عاما) تحدثنا عن تجربتها مع ممر الموت قائلة :” اضطررت للخروج عبر هذا الممر لتقديم امتحاناتي في الجامعة، عند عودتي كنت أحمل ما يقارب (11كيلو) موزعة بين أدوية و أغذية، وضعتني السيارة على الشارع وكان يتوجب عليي الركض بسرعة قصوى، بدأت الركض والاختباء من حائط إلى حائط و أنا ألهث وأحضن الأكياس خوفاً من فقدانها نظراً لأهميتها الكبيرة بسبب شح المواد في بلدتي كثيراً، سمعت صوت الرصاص بدأت أرتجف خوفا، ارتفعت حرارتي وتغير لوني وأجهشت بالبكاء ومازلت وراء الحائط وعلي متابعة الطريق (علقت بقولها مع العلم الطريق ليس طويلا ولكن مخاطره جعلتني أراه أطول ممر في العالم).
تتابع:” استجمعت قواي وعاودت الركض بسرعة و خوف إلى أن وصلت إلى نقطة الأمان التي لا يراها القناص، وقعت أرضاً من التعب والعناء البالغ ولكن قلبي كان يرقص فرحاً لنجاتي وتمكني من إدخال الأدوية والاغذية عبر هذا الممر المرعب.”
حال يرثى لها، قنص وجوع ورعب، حياة ليس لها علاقة بالحياة، هذا حال بلد تحكمه قوات النظام خالية مما يمت إلى الإنسانية بصلة، تحت مظلة النظام و الأمن و الأمان الوهمية.
المركز الصحفي السوري_ حنين حمادة