بدأ في الشهر الماضي تسابق واضح بين المحوريين المؤثرين في الملف السوري وهم، الروسي الإيراني، والأمريكي الكردي العربي ، بتجاذب الأحداث ومحاولة فرض الإرادات على الأطراف السورية، الباحثة عن حل في زحمة تضارب المصالح وتشابك الخيوط.
دعيت المعارضة لمؤتمر الرياض 2 ومن ثم جيف 8 وانتهى الشهر بالاستانة 8 وليبدأ العام الجديد بالحديث عن سوتشي، وفي وسط زحمة المؤتمرات، تفتقر المعارضة السياسية لأهم ما يمكنها للتأثير في مجريات الحل السياسي وهو ضعف تأثيرها على الداخل السوري، والضعف السياسي والعلاقات الضعيفة الغير فاعلة مع، قادة العالم وخاصة المدير الأكبر والمؤثر الأقوى في الملف السوري .
وفد المعارضة لجنيف كان أكثر ايجابية، وحقق صفة التجانس التي لطالما كانت تؤخذ عليه من قبل الرعاة الكبار، لكن ايجابيته و تجانسه لم تنفعه في دفع المفاوضات للأمام خطوة، فاصطدمت المعارضة بعنجهية النظام الذي يسوق نفسه بأنه يقاتل الارهاب، وعجز الأطراف الدولية عن دفع العملية التفاوضية نحو الأمام، فالأمم المتحدة واقعة في مأزق بسبب عدم توافق الدول المؤثرة حول الملف السوري، وليس امامها من خيارات سوى الدعوة المؤتمرات ووفد النظام يستغل هذا العجز ليكرر نفس الجمل ونفس المفردات، ما يؤدي لبقاء الوضع على حاله.
للوصول لنتيجة أفضل لابد من زيادة تأثير المعارضة على كل المستويات، ولابد من نظج الارادة الدولية الدافعة للعمل السياسي، وايجاد الطريقة الصحيحة لتوليد ارادة دولية فاعلة بشكل أفضل شبيهة بالارادة التي وجدت لمحاربة تنظيم الدولة والتي انجزت الكثير من الأهداف، لابد من فك التشابك في المصالح الذي يعقد الوضع وايجاد ألية تجعل من مصالح الدول المؤثرة تصب في مصلحة المعارضة، فموقف اسرائيل من إيران وتصريحاتها الاخيرة والتي تقول بأنها لن تسمح لإيران بأن يكون لها قواعد عسكرية في سورية، يصب في مصلحة المعارضة، ويساعد للتأسيس للحرب القادمة والتي ستعلن لطرد إيران من سوريا، وتجاوز الاخيرة للخطوط الحمر واستمرارها بتشكيل الهلال الشيعي المرفوض حتى من اقرب حلفاءها سيفتح عليها ابواب الجحيم.
لابد من تجيير تشابك المصالح لمصلحة السوريين الحالمين بالحرية، وأول فوائد التشابك الدولي ستكون إفشال مؤتمر سوتشي الذي تحاول روسيا من خلاله خطف الملف السوري وحرفه للجهة التي تريد من خلال اصطناع المؤتمرات والمنصات.
كلمة العدد أكرم الأحمد
مجلة الحدث