إلى الشرق من سوريا وعلى نهر الفرات العظيم تتربع مدينة ديرالزور أكبر مدينة في الشرق السوري، على بعد نحو 450 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق، وهي مركز محافظة ديرالزور، ويوجد فيها سبعة جسور مقامة على النهر الذي يقسم المدينة إلى قسمين.
التسمية
اختلف المؤرخون في أصل تسميتها، فمنهم من قال -كياقوت الحموي- إنها “دير الرمان” لكثرة الرمان فيها، ومنهم من قال إنه اسم مركب من “دير” وهو مكان تعبّد الرهبان، و”الزّور” وهي الأرض المنخفضة المجاورة لمجرى النهر، وتلقّب بـ”لؤلؤة الفرات”.
السكان
بلغ تعداد سكان مدينة الزور قبل اندلاع الثورة السورية 300 ألف نسمة أغلبهم من العرب، ويوجد فيها أيضا أكراد وأرمن.
اقتصاد المدينة
تعرف دير الزور بغناها بحقول النفط والغاز الأكثر غزارة في سوريا واشتهر أهلها بالزراعة والتجارة لإطلالها على النهر ووقوعها في طريق القوافل التجارية.
تاريخ المدينة
خضعت ديرالزور لحكم حمورابي البابلي، ثم الآشوريين والكلدانيين والفرس ثم المقدونيين، فالرومان، ودخلها المسلمون خلال فتوحات بلاد الشام.
أعاد العثمانيون بناءها وأصبحت مركزا إداريا تابعا للإدارة العثمانية عام 1867 إلى أن انسحبوا عام 1918، وتعرضت عام 1919 لاحتلال بريطاني سرعان ما تحررت منه في العام نفسه بعد ثورة شعبية في المدينة، ثم تعرضت عام 1921 للاستعمار الفرنسي الذي استمر حتى نيسان 1946.
المعالم
تزخر المدينة بمعالم تاريخية وأثرية تجسد مختلف الحضارات والثقافات التي تعاقبت عليها، يعبّر عنها المتحف الضخم الذي يضم نحو 25 ألف قطعة أثرية.
ديرالزور والثورة السورية
التحقت ديرالزور بركب المظاهرات السلمية في جمعة “العزة” 25 آذار 2011 لتكون شرارة صريحة للثورة في المحافظة.
وفي “الجمعة العظيمة” 22 نيسان 2011 كانت نقطة فاصلة في مسيرة الثورة بدير الزور، فقد شارك الآلاف في مظاهرة كسرت الطوق الأمني ووصلت لساحة “الحرية” “الباسل” سابقاً وتمكن المتظاهرون من نزع تمثال “باسل الأسد” وإحراقه بعد رميه بالأحذية، وردد هتافهم الذي تفرّدوا به “يا جامع ويا جبان هاي الدير مو لبنان”.
سيطرت فصائل الثوار عام 2012 على أجزاء واسعة من المحافظة ومع تصاعد نفوذ تنظيم الدولة وسيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، استولى أيضا على المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل في دير الزور وبقيت سيطرة النظام محصورة فقط على المطار العسكري وبعض الأحياء المحاذية له إضافة لمقر اللواء 137 عند أطرافها الغربية.
ديرالزور حالياً
تشهد مدينة ديرالزور حالياً صراعاً كبيراً بين قوات النظام المدعومة بالميليشيات والطيران الروسي من جهة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن من جهة ثانية سعياً للسيطرة على أغنى منطقة نفطية في سوريا في ظل انهيار تنظيم الدولة وتحقيقاً للمصالح الدولية.
مجلة الحدث – سامر أشقر