المركز الصحفي السوري – ماهر الأحمد 2014/12/12
ينص الاعلان العالمي لحقوق الانسان على الخطر المطلق للتقييد التعسفي لحريات الافراد، في المادة التاسعة تحت نص (لايجوزالقبض عى إنسان او حجزه او نفيه تعسفا) ولكن أين نحن في سوريا من هذا الاعلان ونصه، فلا حقوق إنسان ولا أي رادع يكمح جبروت وتسلط وممارسات هذا النظام ، الذي لن يكشف التاريخ عن إجرام جارا إجرامه ، فإعتفال الناس والتنكيل بهم بات لدى أجهزة الأمن أمر بسيط للغاية، وكأن هذا الإنسان المعتقل لاكرامة ولا قيمة له.
يتم إعتفال أي شخص بأي وقت دون مبرر أو تهمة موجبة لإعتقاله،
قيس طبيب من ريف حماة مقيم في دمشق اعتقل من منزله كيف ولماذا لااحد يدري ،أمضى في معتقله الواقع في صيدنايا سنتين كاملتين ،حيث يسرد لنا جانبا مما كان يمارس بحقه وحق زملائه من ممارسات وحشية في غياهب هذه السجون التي لايدري ما يحدث بداخلها إلا السجين والسجان.
تعذيب وعقوبات أفظع من أن يتخيلها عقل إنسان، يقول مثلا أن الماء قطع عنهم خمسة ايام متوالية دون أي رحمة أو إكتراث، إلا أنه وفي اليوم الثالث إنفجر خرطوم ماء في السقف عله كان خرطوم مكيف السجان، تسرب الماء إليهم من هذا الخرطوم ربما كان هو ماأبقاهم على قيد الحياة ،ويضيف قيس بأنه أصيب بكل انواع الأمراض الجلدية المتأتية من الاوساخ والدماء المتخثرة على جلودهم من قسوة التعذيب، كما اصيب بأمراض هضمية بالمعدة والامعاء من سوء التغذية وقلة الطعام، الذي لايتعدى سد الرمق ،بالاضافة إلى ماأصيب به من أمراض نفسية متأتية من هول ما رأى من ممارسات وحشية بحق المعتقلين.
يمضي قيس كما ذكرنا سنتين ولا يخرج من معتقله إلابعد أن دفع مبلغ اثني عشر مليون ليرة سورية لشبيحة هذا النظام، التي باتت تختلق التهم وتسوغ إعتقال الناس لا لذنب مرتكب وإنما للحصول على المال، بزعم الدفاع عن أمن الوطن وكأن هذا الإنسان الضعيف الذي لاهم له إلا أن يعيش آمنا هو من يعبث بأمن الوطن، لا هؤلاء العصابات التي ترتكب الفظائع دون رقيب.
ومن الجدير بالذكر في هذا الصددالحديث عن الافرع الأمنية في سورياوالتي تقسم الى أربع أجهزة رئيسية تتبع لها عشرات الأفرع الأمنية، وهي جهازالمخابرات العسكرية،وجهاز المخابرات العامة ،ومخابرات القوى الجوية، وجهازالامن السياسي ،ولكل من هذه الإدارات توابع .
هذه الافرع التي توجه تهما للمعتقلين لاأساس لها ولاعنوان ،كتهمة العمل في مشفى ميداني مثلا وكأن مساعدة الجريح باتت تهمة تستحق العقاب، بالاضافة الى تهمة شتم السلطات مثلا وكأن هذه السلطات رب يجب أن يقدس فلايشتم، والتظاهر، والدخول الى المواقع الالكترونية المعارضة لهم وغيرها كثير.
و تقدر الشبكةالسورية لحقوق الإنسان بحسب طريقة التوثيق التقديري إجمالي أعداد المعتقلين بمالايقل عن 215 ألف شخص، وتمتلك الشبكة قوائم ب 76 ألفا منهم، وذلك بسبب الصعوبة في الحصول على اسماء للمعتقلين بالاضافة، إلى توثيق مالايقل عن5047 قتيل تحت التعذيب داخل مراكز الاحتجاز حتى نهاية يوليو 2014.