ربما لم نسمع مسبقا عن مصطلح (أرامل الإنترنت )، فهذا المصطلح صار متداولا بعد نشوء ثورة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ووصول الميديا ليد المستخدم العادي.. كل مستخدم تقريبا.. بعد أن كان حكرا على الشركات التي نشأ الإنترنت لأجلها، كوزارة الدفاع الأمريكية.
في ظل التطور الكبير الذي يشهده العالم اليوم في مجال التكنولوجيا والاتصالات, بات لابد من دخول التكنولوجيا لكل بيت والتعايش معها كضرورة حياتية يومية لا يمكن الاستغناء عنها, من جهة ولا يمكن من دون خدماتها من جهة أخرى.
ونتيجة للتنافس المتزايد لشركات الاتصالات والشركات البرمجية لإظهار ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، ظهر كمٌ هائلٌ من برامج التواصل الاجتماعي لتلبي حاجات المستخدم المتزايدة, هذا ما جعل من مصطلح (أرامل الإنترنت) أقل استخداما؛ ليحل محله مصطلح (أرامل التواصل الاجتماعي) لم يطلق هذ المصطلح جذافا, إنما كان نتيجة للاستخدام المفرط والنهم لبرامج التواصل الاجتماعي الذي لم يكن محدودا بضوابط وإنما كان هم المستخدم كيف يلاحق ويواكب هذا التسارع في تطور البرمجة.
لم يقتصر استخدام التكنولوجيا على فئة عمرية محددة إنما أصبح متاحا للجميع, ما جعل من هذا المصطلح يعم المرأة والرجل على حد سواء.
“أرامل التواصل الاجتماعي ” مصطلح يعبر عن العزلة التي يعيشها الإنسان نتيجة استخدامه لتلك البرامج, فكلمة “أرمل” من فقد زوجته أما “أرملة” فهي من فقدت زوجها، فعندما نفتح حواسيبنا الشخصية أو هواتفنا الذكية نغلق على أنفسنا جميع الأبواب التي توصلنا بمحيطنا الحقيقي لنعيش عالمنا الوهمي أو الافتراضي الخالي من المشاعر الحقيقية، كل تلك التقنية ما هي إلا وهم مع أننا بتنا نستخدمها بشكل احترافي مدمن.
نتشارك ما بيننا المشاعر بشكل افتراضي حتى بين أفراد الأسرة الواحدة ولو كنا نجلس في مكان واحد, نحاول دائماً أن نظهر للآخر أفضل ما لدينا ونوهمهم بالحياة الوردية التي نعيشها، ونقوم بجذب الناس من حولنا من خلال تسليط الضوء على مكامن الجمال في حياتنا فقط, لكننا لاحقاً سنفقد جميع من حولنا وربما نصل لفقد أنفسنا فيما بعد.
بعاداتنا الخاطئة قمنا بتعزيز تلك السلوكيات السلبية وإن لم نضع حدا لإفراطنا الدائم في استخدام تلك الوسائل سنصبح مستقبلاً “عبيد التواصل الاجتماعي”.
المركز الصحفي السوري – أسماء العبد