بدأت فجر اليوم الأربعاء عملية عسكرية مشتركة بين تركية وفصائل للجيش الحر تحت مسمى “درع الفرات” بهدف طرد تنظيم الدولة من مدينة جرابلس على الحدود السورية التركية.
يشارك في العملية مقاتلون من الجيش السوري الحر (فرقة السلطان مراد، وفيلق الشام، وفرقة الحمزة، والجبهة الشامية، وفصائل أخرى) ترافقهم دبابات الجيش التركي وقوات خاصة تركية، وقد اجتازوا الحدود السورية التركية وباتوا على مقربة من مدينة جرابلس السورية.
نستعرض أهم المواقف المتباينة حول هذه العملية:
أولا: موقف الجيش الحر:
أعلن النقيب أبو إبراهيم القيادي في الجبهة الشامية“إننا مستمرون حتى تحرير جرابلس بالكامل من تنظيم الدولة الإرهابي”، و أن فصائل الجيش السوري الحر بسطت سيطرتها على تلة “ككلجا” التي تطل على الطرق المؤدية إلى جرابلس.. إضافة إلى قرية الحجيلة شمالي جرابلس.
ثانيا: موقف النظام
صنف النظام العملية تحت مسمى محاربة الإرهاب إلا أنه وصف العملية بالاحتلال التركي ولا فرق بين تنظيم الدولة والاحتلال التركي بحسب قوله.. لكن النظام اكتفى بالتنديد بعبور دبابات تركية إلى الأراضي السورية.
فقد أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن “الجمهورية العربية السورية تؤكد أن محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية و (قوات النظام) التي يخوض هذه المعارك منذ أكثر من خمس سنوات” بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”
وقال مصدر عسكري سوري إن الهدف من المعركة التي أطلق عليها اسم “درع الفرات” هو التقدم بعمق سبعين كيلومتراً داخل الأرض السورية، ابتداء من جرابلس وصولاً إلى مارع في محافظة حلب، بحسب الاتحاد برس.
ثالثا: موقف حزب الاتحاد الديمقراطي:
أكد صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي/pyd، أن تركيا ستخسر الكثير نتيجة توغلها برياً في الأراضي السورية، بحسب الاتحاد برس
وقد تحدث بلسان كل من الشعب السور ي عامةً، و قوات سوريا الديمقراطية ومجلس جرابلس العسكري المؤلف من أبناء جرابلس، فقد قال إنهم جميعاً يقفون ضد تركيا في هذه الخطوة. متهما أن تركيا كانت تحارب في سوريا عبر بعض المجموعات مثل مرتزقة داعش وجبهة النصرة والسلطان مراد وغيرها من المجموعات التي كانت تحارب بالوكالة عنها، ولكن تدخلها المباشر في الحرب السورية سيجعلها تخسر الكثير”، مشيراً إلى خوض تركيا في مستنقع تنظيم الدولة سيكلفها الكثير على حد تعبيره.
رابعا: موقف مجلس جرابلس العسكري”
رفض “مجلس جرابلس العسكري” عملية “درع الفرات” التي أطلقها الجيش التركي شمال سوريا، اليوم الأربعاء وقد اعتبرها بمثابة “احتلال” و”قوة إرهابية”، متهماً تركيا بالتعاون مع تنظيم “الدولة”، بحسب قيادي في المجلس.نقلا عن سمارت.. وأضاف القيادي: أن تركيا تهدف من عمليتها “لوقف تقدم” الأكراد بعد سيطرتهم على منبج.
وأضاف النائب، مسعود عللو، أن لدى المجلس “دلائل ووثائق” تثبت تعاون تركيا مع تنظيم “الدولة”، مؤكداً أن أبناء جرابلس وحدهم ” من سيحررون” المدينة.
خامسا: موقف روسيا
لم تعارض روسيا العملية وإنما اكتفت بمطالبة تركيا بالتنسيق مع النظام السوري، فقد دعت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، تركيا إلى تنسيق الجهود مع حكومة النظام، خلال عملية أنقرة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدية جرابلس بحلب.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن مصدر في الخارجية، قوله إن محاربة تنظيم “الدولة”، على الحدود السورية التركية ملّحة أكثر من أي وقت مضى، لكن أحد العوامل الرئيسية التي تحدد فعالية هذه الجهود، يتعلق بالتنسيق مع دمشق”.
سادسا: الوضع الإنساني:
ما يزال النازحون يتدفقون من مدينة جرابلس بريف حلب إلى مناطق سيطرة تنظيم “الدولة ” في الرقة وريفيها الشرقي والغربي، حيث تجاوز عدد العائلات النازحة 160 عائلة حتى الآن، وسط استنفار أمني في كلا المدينتين، بحسب”سمارت”.
كما تشهد الرقة استنفاراً أمنياً على مداخلها لاسيما على أوتوستراد الرقة ــ الطبقة، وسط عمليات تفتيش وتدقيق أمني من عناصر التنظيم للمدنيين النازحين.
فيما أبلغ التنظيم المدنيين في جرابلس عبر المساجد ببدء المعركة منذ أمس الثلاثاء، طالباً منهم مغادرتها إلى مناطق سيطرته، كما جهز وسائط نقل لتقل من لا يملك المال منهم.
وأضافت سمارت، أن التنظيم يتجهز لاستقبال النازحين، متوقعاً وفود أعداد كبيرة، إذ يجهز المدارس والمستوصفات والمراكز الصحية والحكومية لاستخدامها كمراكز إيواء للوافدين، كما بدأ “ديوان الخدمات الإسلامية” بتسجيل أسماء العائلات الوافدة لتلقي المساعدات.
المركز الصحفي السوري