مع همجية تتصاعد من خلال طيران روسي لا يغادر سماء سوريا قاصفاً بطيرانه عبر صواريخ مميتة تقتل المدنيين بلا رحمة أو شفقة وكأنهم قطعان من الماشية، لا قيمة لأرواحهم ولا لحياتهم فقط كونهم ممن حكم عليهم نظام بشار بالموت، والطامعين الروس يلبون من رغبتهم بمزيد من الأطماع في الوطن، عليها تشبع قياداتهم وتساهم في إجراء تجارب لأسلحتهم الفتاكة واستعراضها أمام صمت عالمي لتبيان مدى فعاليتها وقدرتها القتالية على إلحاق الضرر والأذى في الأراض السورية لتكون حرباً مفتوحة ومسرحاً للألم والمعاناة وحاضنة للغرباء.
بالطبع روسيا في سوريا ودعمها للأسد وتنفيذها للعمليات العسكرية ضد أهداف مدنية لا حدود له، ما يجعلها غير جديرة بأن تكون عضوا في مؤسسة لحقون الإنسان، فقد تمت مطالبة أكثر من 80 منظمة، لحقوق الإنسان والإغاثة، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إخراج روسيا من مجلس حقوق الإنسان بعد الدور الذي اتخذته في سوريا، وعشرات بل مئات المجازر التي ترتكبها في سوريا.
ومع صيحات الألم من أهلنا في حلب بعد قصف روسي أودى بحياة مئات الأبرياء ودمار هائل للمكان تحدثنا مع أبي سامر(33 عاما) من تلك المدينة وهو يصرخ من شدة المصاب الذي لحق بمنزله وأودى بحياة والدته وابنته الصغيرة قائلاً “شبعنا من العنف والدمار والقتل.. يكفي شبعنا من هدايا الروس وتعبت أرضنا من جثامين الأبرياء.. شبعنا من العيون يلي بتشخص من الخوف وقت يتسمع بصوت الطائرة الروسية وهي عم تحلق ولا على بالها عندها أوامر وبدها تنفذها وتروح وتتباهى بقوة التنفيذ.. الله ينتقم منهم ومن سلطتهم الوحشية.. والله الإنسانية سقطت تحت أقدامهن وأقدام حلفائهن من نظامنا الظالم”.
بالطبع من خلال استقدام قوة عسكرية، متمثلة بالطيران والبوارج البحرية، والغواصات والتدخل بشكل مباشر في قتل المدنيين، وارتكاب أفظع المجازر مع استخدام مفرط للأسلحة المحرمة دولياً، ما يجعلها عضوا مشاركا في قتل الأبرياء من الشعوب على عكس مقعدها الدائم في المؤسسات الدولية، الذي تم إنشاؤه أصلاَ لخدمة الشعوب، وحل مشاكل العالم بالطرق الدبلوماسية والسياسية، والذي تنافى بشكل ملحوظ وحقيقي مع تدخل روسيا في سوريا، ودعمها لنظام تسقطت إنسانيته مع أول رصاصة وجهت لصدور أبنائه على أرض وطنهم فقط لرفضهم الظلم ومطالبتهم بالكرامة والحرية التي لطالما حلم بها الشعب السوري منذ سنين.
ويبقى السؤال المطروح للعالم أجمع: إلى متى ستبقى روسيا الفاقدة للإنسانية ونظام يغريها بأراضيه وكأنها قطعاً من الحلوى المعروضة تعيث فسادا فوق تراب هذا الوطن؟!
وهل ستصحو يوما ضمائر بشرية عالمية لتساعد الشعب السوري لاستعادة إنسانيته المسلوبة؟!
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد