تتواصل معاناة مربي الثروة الحيوانية في طرطوس، بعد نفوق دفعة جديدة من الثروة الحيوانية، بسبب قلة الأعلاف وارتفاع أسعارها، مع ما أُشيع مؤخراً عن اختلاس مسؤولي المحافظة كميات كبيرة من المقنن العلفي المخصص للمربين، بالتزامن مع أجواء الطقس الباردة.
نفوق ٦٥ رأس ماعز للمرة الثانية في طرطوس جراء البرد
أعلنت صفحات محلية في المحافظة، نفوق ٦٥ رأس ماعز لأحد المربين في قرية عين قضيب بريف القدموس، قام على إثرها موظفو الوحدة الإرشادية بالقرية، ممثلة برئيس الوحدة ب، أ، سمير، وطبيب بيطري، والممرض أبو عبد الله، لمعاينة حظيرة المربي عبد العزيز حسان، حيث قدرت خسارته، بحسب موقع صدى ناحية الطواحين، بملايين الليرات.
وبدأت معاناة المربى نقلاً عن رئيس اتحاد فلاحي طرطوس محمد حسين، لموقع أثر برس، منذ نحو شهر على وقع العاصفة الثلجية وموجة البرد، ليخسر تلك الماشية من أصل ١٢٥ رأساً، يمتلكها وفق سجلات الوحدة الإرشادية.
وتعرض مربي آخر، قبل أيام لكارثة مماثلة، يدعى أحمد حبيب من قرية عين جويبه بريف القدموس، بعد نفوق أكثر من ١٥٠ رأساً من الماعز، نتيجة الجوع وموجة البرد وإصابتها بالمرض، بحسب صحيفة الوطن المقربة من النظام.
وأرجع مسؤولو اتحاد الفلاحين، ورئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة، ورئيس دائرة الزراعة بالقدموس، ورئيس الرابطة الفلاحية، سبب الحادثة في نفوق الماعز، للجوع والبرد وانقطاع الطرقات أمام المربي.
بدوره كشف نجله نقلاً عن موقع سناك، أن خسارتهم تتجاوز ٥٠ مليون ليرة سورية، بعد نفوق أكثر من ١٥٠ رأساً على مدى عشرة أيام، من أصل ٢٠٠ رأس، بسبب البرد وقلة الأعلاف، وعجزهم في الوصول لمكان الحظيرة، التي تبعد مسافة ساعة مشي على الأقدام، ليخرج الصحفي هيثم محمد رئيس مكتب جريدة الثورة في طرطوس كاشفاً إهمال المؤسسات الخدمية، في فتح الطرقات بوجه الأهالي، بعد محاصرتهم بالثلوج خاصةً في منطقة القدموس.
اختلاس الأعلاف بالتزامن مع ارتفاع أسعارها
بالإضافة إلى ما يعانيه قطاع تربية الماشية من مخاطر في مناطق سيطرة النظام، فقد ارتفع سعر العلف الذي وصل بحسب أهالي منطقة القدموس، قبل شهر، إلى أكثر من ٦٠٠ ألف ليرة لطن التبن، وكيس العلف ٥٠ كغ بـ 90 ألف ليرة، بعد قرار المؤسسة العامة للأعلاف في تموز، رفع تسعيرة المواد بذريعة ارتفاع الرسوم وصعوبة الاستيراد، ليحلق سعر طن الذرة الصفراء مليوناً وخمسين ألفاً، وطن الجاهز الحلوب إلى ٩١٠ آلاف ليرة.
فيما أشارت صحيفة الثورة في شباط الماضي، إلى اختلاس مسؤولي مؤسسة أعلاف طرطوس، كميات كبيرة من الذرة الصفراء الداخلة في صناعة المقنن العلفي الخاص بالمربين، بقيمة أكثر من مليون و٢٠٠ ألف دولار، بعد استجرارها من الخارج وتحويلها لصالح جيوبهم.
وبعد الفضيحة أشار عبد الكريم شباط، مدير عام مؤسسة الأعلاف لصحيفة تشرين، بتوقيف المسؤولين، واسترداد ١٧٠ طناً من الذرة والكبسول، ولم يكتفِ المسؤولون بسرقة أطنان العلف، بل قاموا بإضافة ٢٥ % للخلطة العلفية المصنعة بالمعمل “نحاته”، على أنها نخالة ويقومون بسلب النخالة مقابلها.
وحمّل مدير الإنتاج النباتي والحيواني في وزارة الزراعة في وقت سابق، حكومة النظام مسؤولية تفاقم وضع الثروة الحيوانية في مناطق سيطرتها، بعد تهاوي أسعار الأعلاف، وإهمال دعم زراعة المحاصيل لدعم استقرارهم، مبيناً أن الثروة الحيوانية، خسرت ما بين ٤٠ إلى ٥٠ بالمئة من القطيع في الآونة الأخيرة، بسبب ارتفاع سعر العلف وعجز المربين عن توفير غذاء مواشيهم.
اعتبر محمد حسان قطنا وزير الزراعة، على هامش جولة للسويداء، رفع دعم المقنن العلفي لرأس الغنم، من ٥ كغ إلى ١٠ كغ في الدورات العلفية، من شأنها تخفيف معاناة المربين في ظل موجة الجفاف، وقلة المراعي، مبينا أن حكومة النظام تتحمل ٢٥ بالمئة من كلفة العلف.
المطالبة بالتدخل الفوري لإنقاذ الثروة والمواليد وسيلة لترميم النقص
انتقد الخبير الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام أكرم عفيف، نهج حكومة النظام في دعم عمليات الاستيراد، التي تتم في غالب الأحيان، عن طريق تجار ورجال أعمال محسوبين على النظام، على حساب دعم الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية، مبيناً أن تكاليف شراء الأعلاف، باتت تشكل عبئاً على أصحاب المهنة، الذين باتوا تحت رحمة أجور الاستيراد والسوق السوداء، دون تدخل لحمايتهم.
وعلى قلتها وارتفاع أسعارها، اعتبر رئيس اتحاد الفلاحين في حمص سليمان عز الدين، ترميم النقص الحاصل في الثروة الحيوانية، يكون عن طريق تخفيف كلف الطعام وزيادة عدد المواليد.
تقرير خبري – نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع