كلما زادت الاجتماعات بمجلس الأمن الغربي لفرض حل سياسي بهدف إنهاء الأزمة على حد زعمهم، زادت المجازر المرتكبة بحق المدنيين السوريين العزل من قبل نظام الأسد المدعوم مؤخرا بالمقاتلات الروسية، رغم أن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن.
“تعددت الوسائل القاتلة والموت واحد”، حيث تصدر النظام السوري القائمة بعدد المجازر لتبلغ 534، كان الطيران الحربي والمروحي فيها المسبب الأكبر الذي سلب أرواح آلاف السوريين ليصل عدد المجازر خلالها إلى 413، إضافة إلى 38 مجزرة بمدفعيته وراجمات الصواريخ.
أشارت صحيفة إندبندنت البريطانية إلى أن حصر الكلفة البشرية للحرب في سوريا، مسألة تنطوي على تحدٍ كبير نظراً للافتقار لرصد مستقل، وإخفاق نظام دمشق في توفير أي أرقام أو إحصائيات عن الخسائر.
تأكيداً على كلام الصحيفة دائماً تكون أرقام المنظمات مقرونة بأكثر أو قرابة، وأكبر دليل إحصائية الشبكة السورية لحقوق الإنسان حول عدد الشهداء في سوريا لعام 2015 البالغ قرابة 21179، منهم 1739 سقطوا في ديسمبر، و بينهم أكثر من 16 ألف مدني، قُتل ما يزيد عن 12 ألف على يد النظام، بينما 5% منهم
سقطوا جراء غارات الطائرات الروسية التي بدأت عملياتها في 30 أيلول 2015.
روبرت فورد السفير الأميركي السابق في سوريا:”لا أعتقد أن العمليات الجوية فقط ستغير أي شيء بتسلسل الأحداث على الأرض بصورة كبيرة، فالوقت طويل حيث قام نظام بشار الأسد بشن غارات جوية في محاولة لوقف تقدم الثوار، وعلى مدى العام 2015 تراجعت قوات الأسد بشكل عام وتركزت حول المناطق التي تؤوي أقلية تابعة للنظام، ولا أعتقد أن الغارات الجوية الروسية ستقوم بتغيير ذلك”، تعقيباً على قوله ردت اللجنة السورية لحقوق الإنسان بإحصائياتها الموزعة للمجازر حسب المحافظات السورية في عام 2015، ومن المفترض أن تكون محافظتي الرقة ودير الزور هما الهدف الأهم للطائرات بما أن تنظيم الدولة يسيطر على معظم تلك المدينتين، إلا أن الأرقام كذبت حجتهم عندما كانت حلب متزعمة لعدد المجازر 179، تليها دمشق 125 وإدلب 118، أما الرقة 17، ودير الزور 39.
نددت الولايات المتحدة بما أسمته “استخفاف النظام السوري بحياة البشر”، أثناء ذلك استهدفت طائرات النظام الحربية بشكل خاص التجمعات البشرية منها الأسواق الشعبية والأفران، وأماكن تجمع شاحنات الوقود مؤخراً، هنا برزت مجزرتين، مجزرة سوق دوما فيها 110 شهداء، وإدلب المدينة أكثر من 50 شهيد، ناهيك عن مجازر براميل الموت في أحياء حلب المحررة.
لكن يبقى الشعب السوري صامداً في وجه كل الصعاب، لأنه يدرك منذ أن نطق أول كلمة حرية.
محار الحسن
المركز الصحفي السوري