وجَّه مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم، غوردون براون، مناشدا أمس الثلاثاء، لجمع 500 مليون دولار للسماح لنحو نصف الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان وتركيا والأردن، والبالغ عددهم إجمالا مليوني طفل، بالذهاب إلى المدرسة وتوفير بديل لأسرهم عن الهرب إلى أوروبا.
و قال رئيس وزراء بريطانيا إن الهدف بعد ذلك هو إلحاق المليوني طفل اللاجئين جميعاً بالمدارس في عام 2017.
و بالأمس أطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع تبرعات بقيمة 7,7 مليارات دولار لتقديم مساعدات إنسانية خلال العام 2016 للسوريين اللاجئين في الخارج، ولأولئك الذين ما زالوا في بلدهم ولكنهم يحتاجون الى مساعدات.
هكذا وجدت الأمم المتحدة الحل الأنسب برأيها للأطفال السوريين من أجل حمايتهم من الجهل والضياع، بينما كان أطفال سوريا ضحية الحرب الدائرة، إذ تغيب في هذا الجو المأساوي كل القوانين و الأعراف الدولية المعمولة بها، و لا أحد يلتزم بالاتفاقيات الدولية بخصوص الأطفال، دون الأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الواقعة على عاتق القوى المتصارعة حماية الأطفال على وجه الخصوص.
” أيمتى رح تخلص هالحرب؟! بدي روح على مدرستي” سؤال يطرحه أحمد على أمه كل صباح بعد أن تغيب عن مدرسته التي دمرها الطيران الروسي بالكامل في ريف حلب و لم يعد بإمكان الأطفال الذهاب إليها.
كانت الغارات الروسية التي بدأت بتاريخ 30/سيتمبر 2015 مركزة في شهرها الأول على محافظات إدلب و حلب، و ريف حماه، و استهدفت عدة مدارس كانت حصيلتها 27 مدرسة منذ التدخل الروسي، و يقدر عدد الأطفال السوريين الذين تركوا مدارسهم بسبب ظروف الحرب أكثر من 2 مليون طفل، أي ما يعادل ثلث أطفال سوريا، حسب ما صرح به المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف.
الأمر الذي نتج عنه عواقب وخيمة على الأطفال و المجتمع، حيث أشار تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” عن ظروف الأطفال، أكد فيه أن الأطفال في سوريا يدفعون ثمناً باهظاً لفشل العالم في وضع حد للحرب الدائرة منذ أكثر من أربع سنوات، فثمة جيل ضائع من الأطفال السوريين محروم من التعليم، الأمر الذي سيعرضهم لخطر عمالة الأطفال، وأن معدلات زواج الأطفال سترتفع أيضاً.
لقد تركت الثورة السورية آثارها السلبية على عموم الشعب السوري، و نخص بالذكر الأطفال الذين يُسمون “الضحايا الأحياء”، لفظاعة مشهد الحرب في عيونهم من مصاعب و مشاهد مرعبة، وها هي تدخل الثورة النصف الثاني من عامها الخامس دون بزوغ فجر يوم أفضل من سابقه في حياة أطفالنا.
من المجحف بحق الإنسانية و حق الطفولة ألا تستطيع المنظمات التابعة للأمم المتحدة أو القوى الدولية أن تضغط على النظام السوري و القوى المتصارعة لإيقاف الحرب، فتلك التبرعات التي تنادي لجمعها مهما بلغت قيمتها الباهظة ما هي إلا لقمة تضعها في فم الضحية بينما تتركها تحت نيران الغزو الروسي في سوريا.
ظلال سالم
المركز الصحفي السوري