وقفت تركيا مع المواطنين السوريين منذ بدء الثورة في البلاد وقدمت لهم كافة التسهيلات بالإضافة لسماحها للتجار السوريين بشراء البضائع و الألبسة من تركيا وبيعها في الداخل السوري بأسعار منافسة للبضائع المحلية وذات جودة تتناسب مع دخل المواطنين.
فقد غزت البضائع التركية مناطق الشمال السوري المحرر بشكل خاص إضافة للمناطق القريبة من الحدود التركية و التي لا تزال تحت سيطرة النظام و لقيت هذه المنتجات إقبالا كبيرا من قبل المواطنين و ذلك بسبب أسعارها التي تتناسب مع الحالة المادية للأفراد.
أحمد صاحب أحد المحلات التجارية يقول: “أكثر من 80% من البضائع داخل المحل هي من المنتجات التركية المستوردة وذلك بسبب الإقبال الشديد من قبل الزبائن على هذه المنتجات بسبب اسعارها المنخفضة مقارنة بالبضائع السورية”.
لم يكن السبب الرئيسي في استيراد المنتجات من تركيا هي فتح المعابر والتسهيلات فالإنتاج السوري للبضائع قد انخفض بشكل كبير خلال سنوات الحرب فعاصمة التجارة السورية حلب قد تعرضت معظم المعامل الموجودة فيها للقصف والتدمير بالإضافة للسرقة من قبل بعض العصابات وعدم قدرة أصحاب الشركات والمعامل من تأمين المواد الخام للصناعة وارتفاع تكاليف النقل.
أبو ابراهيم صاحب لأحد المعامل في حلب يقول: “تعرض المعمل الخاص بي لدمار شبه كامل بسبب انفجار سيارة مفخخة بالقرب منه إلا أن الدمار ازداد عندما قام النظام بقصف المنطقة بالطائرات الحربية فاضطررت لإغلاقه إلى أجل غير مسمى”.
بعد غزو البضائع التركية للأسواق وشح بيع المنتوجات المحلية قام النظام في أوائل شهر تشرين الأول/نوفمبر من منع التجار والشركات العامة من استيراد أو شراء أي منتجات أو تجهيزات تركية المنشأ وكل من يخالف القرار قد يكلفه ذلك دفع غرامة مالية كبيرة الأمر الذي أدى لاستياء الكثير من التجار وأصحاب المحلات التجارية.
رائد أحد أصحاب المحلات يقول: “لم أعد قادراً على عرض منتجات المحل خارجه لأن غالبيتها ذات منشأ تركي وعند رؤية أحد “الشبيحة” لها سوف يقوم بابتزازي وتهديدي بالشكوى لغرفة تجارة دمشق لكي أقوم بدفع بعض المال له ليسكت عن القصة”.
تعد المناطق الشمالية هي المناطق الأكثر رواجاً للبضائع التركية إلا أن المواطنين السوريين لم يكن أمامهم أي خيار آخر في ظل شح الإنتاج المحلي ليبقى السؤال المطروح هل سيبقى حال الإنتاج السوري على ما هو عليه أم أنه سيشهد تحسناً في الأوقات المقبلة؟.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري