لم يفوت الرئيس التركي الفرصة ليرد على تصريحات رئيس حكومة الوفاق فايز السراج التي قال فيها إن الهدف هو السيطرة على كافة الأراضي الليبية، مذكرا إياه بأن ما تحقق يعود بالدرجة الأولى إلى الجنود الأتراك، وهي رسالة قال المراقبون إنها تحمل أكثر من مغزى في وقت واحد.
وأكد رجب طيب أردوغان أن العسكريين الأتراك المتواجدين في ليبيا وأشقاءهم الليبيين يسيرون نحو تحقيق الأهداف المنشودة في هذا البلد. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في حفل افتتاح عدد من حدائق الشعب بعدة محافظات تركية مختلفة.
وأشار المراقبون إلى أن أردوغان أراد أن يضع السراج في حجمه كقائد صغير يأتمر بالأوامر التركية حتى لا يذهب به الظن أنه صاحب القرار. كما أراد تذكيره بأن تركيا لا يمكن أن تقدم تضحيات دون أن تحصل من المعركة على مكاسب مباشرة وحينية.
لكن ما يلفت الانتباه في إشارة أردوغان هو ربط المعارك بالدور التركي، وأن لأنقرة وحدها تحديد إن كان ذلك سيكون على كامل التراب الليبي أم في رقعة محدودة تراعي تفاهماتها، وهو أمر بات واضحا من خلال رصد المواقف التركية والروسية تجاه ما يجري في ليبيا.
وقال أردوغان في تصريح سابق “إن التضامن الذي أظهرناه مع الإخوة في ليبيا، والخدمات الاستشارية التي قدمناها، أظهرا مدى قوة أدائنا”.
ولم تقف الرسالة عند حدود السراج بل طالت مختلف الميليشيات الحليفة في تركيا بما في ذلك الفصائل التي تخوض المعاركة لحساب أنقرة في إدلب أو في المناطق الكردية على الحدود السورية التركية.
وأكد أردوغان أن “العسكريين الأتراك يسطرون الملاحم في مكافحة الإرهاب شمالي العراق، ومنطقة نبع السلام، وفي إدلب”.
وكان فايز السراج قد أكد عزم حكومته على بسط سيطرة الدولة على كافة أراضي البلاد.
وقال السراج في تصريحات نشرت على فيسبوك، الجمعة، إن “معركتنا ما زالت مستمرة، وعازمون على بسط سيطرة الدولة على كافة أراضي ليبيا”.
لكن متابعين للشأن الليبي يقولون إن السراج أخذته الحماسة في تلك التصريحات حتى بدا وكأنه قائد المعارك الميدانية فيما الجميع يعرفون أن رئيس حكومة الوفاق هو واجهة لميليشيات إسلامية مختلفة متحالفة مع تركيا، وأن ما يطلب منه هو إظهار نوع من الليونة والاعتدال بحثا عن تفهم دولي من خلال التأكيد على الحوار والحل السياسي، مثلما جاء في اتصاله بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأكد السراج، الجمعة، في اتصال هاتفي مع ميركل أنه “لا حل عسكريا” للأزمة في بلاده، وأن المسار السياسي خيار حكومته من أجل تحقيق السلام.
وقال رئيس حكومة الوفاق “ملتزمون بالثوابت الوطنية، ولدينا قيم ومبادئ في إطارها نتخذ مواقفنا (…) أكدنا أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية، فالمسار السياسي الذي يقود إلى تحقيق السلام كان دائما خيارنا”.
وأضاف “حكومة الوفاق لن تغيب عن أي حوار جاد مع شركاء حقيقيين يسعون فعلاً لقيام دولة مدنية ديمقراطية حديثة”.
بدورها، أكدت ميركل استعداد بلادها لدعم المسار السياسي وتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، لتحقيق أمن واستقرار البلد العربي، وفق البيان ذاته.
وفي 19 يناير الماضي، عُقد مؤتمر دولي في برلين حول ليبيا، دعا إلى التزام كافة الأطراف في هذا البلد بوقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، للبحث عن حل سياسي للنزاع.
نقلا عن صحيفة العرب