المركز الصحفي السوري
“ماهر الحاج أحمد 2014/12/15″
منذ بداية الثورة السورية، أي منذ قرابة الأربعة أعوام، باتت الإتصالات وشبكة الأنترنيت في سوريا تتعرض لمشاكل متلاحقة، حيث كانت الخدمة تتعطل دائما بشكل قريب ومتقطع.
أما أسباب إنقطاعها فكانت تختلف كل مرة، فأحياناً كانت نتيجة عطل في المركز الرئيسي بدمشق أو حلب، وأحياناً نتيجة انقطاع الكبل الضوئي بسبب الاشتباكات بين قوات النظام والثوار، أو بأمر من قوات النظام لمنع الناس والنشطاء في ذلك الوقت من التواصل وتناقل الأخبار، كنوع من ضبط الأمور كما كانوا يظنون.
ونتيجة لذلك لجأ الناس في الناطق الحدودية إلى استخدام شبكات الدول التي تجاورهم سواء للإتصال أو لإستخدام الأنترنيت رغم غلاء أسعارها، أو لإقتناء أجهزة الثريا الباهظة الثمن والكلفة، كنوع بديل لحل مشكلة التواصل.
يقول أحمد أحد أبناء قرية حارم الحدودية مع تركيا، «نتيجة إنقطاع الشبكة المستمر اضطررنا إلى استخدام الشبكة التركية كحل بديل لأنه لا يمكن الإستغناء عن الإتصالات و الإنترنت». مضيفاً، أن «استخدام شبكة الإتصالات التركية يوفر الأمان بشكل نسبي للمعارضين للنظام السوري كونها لا تخضع لمراقبة الحكومة السورية».
إلى أن وصل الأنترنيت الفضائي، ليحل المشكلة من جذورها ويفتح باب التواصل بسهولة دون الإعتماد على شبكات النظام، ولا شبكات الدول الأخرى”وذلك عبر الهوائيات الخاصة بالدول الأجنبية، التي تقوم تغذيتها عبر الأقمار الصناعية” لتقتصر في بداية الثورة على النشطاء والإعلاميين لتغطية مايحدث ويجري من مستجدات في البلاد، أما الآن فقد أصبح بمتناول الجميع، عن طريق الشبكات المأجورة أو حتى في المنازل الخاصة.
“إبراهيم”صاحب مقهى انترنت “زبنجر نت” في قرية معرتحرمة بريف إدلب، وجد في خدمة”Tooway”الفضائية، الخيار الأنسب لتوصيل الانترنت للمنازل، لأن الانترنت الفضائي يعد أكثر انتشاراً من نظيره التركي في القرية، لما توفره الخدمة من الاستخدام المجاني للانترنت خلال فترة الليل، بالإضافة لبرنامج السكايب على مدار اليوم، وذكر أن المقهى الخاص به لديه اشتراك فضائي مع الشبكات التي يتعامل معها، يقدم من خلالها خدمةالأنترنت للمشتركين عبر هذه الأسعار
الواحد جيجا بايت بـ 1000 ل.س
النصف جيجا بايت بـ 800 ل.س
المئتان ميجا بايت بـ 350 ل.س
المئة ميجا بايت بـ 200 ل.س
ويضيف بأن أسعاره متوازنة مع المقاهي الأخرى إلا أن ارتفاعها يعود للأموال المدفوعة على الكهرباء المأجورة من خلال دفع ثمن توصيلها لمحله، بعد انقطاع شبه كامل للكهرباء الحكومية في القرية بشكل عام، بالإضافة لمصاريف أساسية كأجرة التركيب ومعدات التشغيل وغيرها.
بصورة عامة بات الأنترنيت الفضائي الحل الأنسب والناجع في سوريا، لأنه بات المنقذ الوحيد الذي يحقق إمكانية التواصل والمتابعة، مع غياب كل وسائل الإتصال الأخرى، التي أصبحت إعادة تشغيلها حلما في ظل الأزمة والمعارك الدائرة على الأرض.