أحمد ابن العاشرة من ريف ادلب الجنوبي لم تعلم أمه بأن شراء ريطة خبز من السمان القريب سيفقدها ابنها أحمد للأبد، بمنتصف اب الماضي صدمت سيارة تعود لقائد عسكري يقودها ابنه المراهق ابن الخامسة عشر أحمد، لتتركه جثة هامدة وتترك ام أحمد تبكي وتنوح على فلذة كبدها الذي قتله تهور مراهق واهمال ابوه القائد الكبير.
تشكل السرعة الجنونية أبرز أسباب الحوادث المميتة نتيجة تهور البعض وعدم إدراكهم لخطورة ما يمارسونه من تهور في السرعة وخاصة بين قادة الفصائل او سائقيهم الذين لا يقدرون مخاطر هذه السرعة وما قد يترتب عليها من مضار صحية ومخاطر تنعكس ليس على مستوى الأسرة فقط، وإنما يمتد تأثيرها على المجتمع كله.
في كل مكان تشاهد شبان يحملون اسلحتهم ومعداتهم العسكرية بل في كثير من الاحيان تشاهد اسلحة ثقيلة او متوسطة في شوارع القرى والبلدات، الأمر الذي يرفضه جميع المدنيين، وخاصة في المناطق المكتظة بالسكان كمدينة إدلب.
السيارات العسكرية وخاصة منها التي قدمت للفصائل كدعم مادي من الدول الصديقة لهم، تستخدم غالبيتها لخدمات القادة الخاصة، وتحولت لتصبح ملك لهذا القائد، ولخدمة ابناءه وزوجته بينما نجد الكثير من المقاتلين يتنقلون بين الجبهات بدراجاتهم النارية أو مشي على الأقدام، وما يثير الغضب لدى غالبية المدنيين هي السرعة الجنونية التي يقود بها هؤلاء القادة او ابناءهم بين المدنيين، الأمر الذي يثير الرعب لدى المدنيين ويوحي بوجود معارك او طائرة في السماء تلاحق هذا القائد.
عشرات الحوادث التي تم توثيقها ناتجة عن السرعة الكبيرة للسيارات العسكرية بين المدنيين، وتعتبر من المظاهر الأكثر مشاهدة، واستهجان من الناس، قدمت الدول الداعمة السيارات الحديثة بماركات متنوعة لكن اشهرها تويتا، بملايين الدولارات للاستخدام للأعمال العسكرية لكن ما حصل بأن كثير من هذه الأليات تحولت لتصبح ملك لهذا الامير او ذاك القائد تخدم اسرته ويتسلى بها ابناءه بل يجوبون بها الشوارع لعرض قدراتهم بالقيادة بسرعات كبيرة غير مكترثين لما قد يحصل فالتهور والعبث بالسيارة في الشوارع والطرقات والتباهي أمام الأصدقاء بالقدرة الفائقة على تحقيق مستويات كبيرة من السرعة هو ما يشغل بال الكثير من ابناء القادة.
فقتل انسان او هدر الممتلكات مقابل إثبات قدرتهم على القيادة بمهارة وحذق وإثبات رجولتهم وقوة شخصيتهم، أمام الأقران هو الاهم بالنسبة لهم.
https://www.youtube.com/watch?v=y5YJPjCykls
المركز الصحفي السوري