عندما تريد التنقل بين المناطق المحررة في الشمال السوري تستوقفك عشرات الحواجز لتبدأ الأسئلة، وتزداد هذه الاسئلة والمضايقات للمارة في أوقات القتال الداخلي، وتزاد المضايقات لأصحاب السيارات الخاصة ، عشرات الاسئلة تطرح عليك لأي فصيل تنتمي ومن أميرك وشو رأيك بالفصيل الفلاني وغيرها الكثير.
فقد تحولت المناطق المحررة لمناطق نفوذ وسيطرة فلكل فصيل مناطق تعتبر مناطق نفوذ لهذا او ذاك فانتشرت الحواجز على المفارق والطرقات لأهداف كثيرة وأهمها فرض السيطرة على منطقة واستخدامها للاعتقال عناصر فصيل أخر عند الحاجة بالإضافة للمهمة الاقتصادية وهي الاهم من خلال التدقيق على سيارات الشحن المحملة بالبضائع فيما اذا دفعت الرسوم والسائق يحمل ورقة الترفيق أم لا، تضيّق هذه الحواجز على المسافرين والسائقين وابتزازهم في بعض الأحيان .
على الرغم من كل المعاناة التي يمر بها الأفراد على الحواجز، فهي بسيطة مقارنة بمعاناة أي شخص يقود سيارة او شاحنة تحمل بضاعة من أي نوع، الحواجز تعمل على إيقاف السيارات الشاحنة العابرة بغية تفتيشها بحجة المتفجرات والأسلحة، واذا جادل السائق او تعامل معهم بطريقة لا تعجبهم يأمرون السائق بإنزال الحمولة او تفريغها واعادة تحميلها بحجة وجود متفجرات تحت الحمولة، او تتم مصادرتها أو اتلافها لما تحمل في بعض الاحيان.
تقطعت الاوصال وتقسمت المنطقة الواحدة بين الفصائل ونشبت معارك كبيرة بينهم لانتزاع مناطق والتوسع على حساب حلفاء الأمس الذين هم اعداء اليوم، ونسوا هدفهم الاساسي الذي خرجوا من اجله وهو محاربة النظام وانشغلوا بالتخوين والتكفير، ليعطوا فرصة كبيرة للنظام والميليشيات المساندة له لاستعادة الكثير من المناطق في وقت قياسي خلال الثلاث شهور الماضية.
الآن معارك عنيفة بين هيئة تحرير الشام من جهة وجبهة تحرير سورية من طرف أخر في محاولة لفرض الارادات وإخلاء الساحة لتصبح لون واحد وتوجه واحد، والتهم جاهزة الخيانة والعمالة وتسليم المناطق للنظام.، والخاسر الوحيد هو المدني الذي لاحول ولا قوة له
بعد سبع سنوات على الحرب الطاحنة، صعدت فالأخوة ؟ إلى أعالي الهرم المعيشي في البلاد، وبينما يعاني معظم السوريين من أحوال تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم، وازدادت فئة المنتفعين الجدد الذين يتمتعون باستمرار الحرب ويمارسون سلطات واسعة على المدنيين.
فهل هربنا من حواجز النظام لنصطدم بحواجز الأخوة ؟
وهل اصبحت الحواجز هي طريقة جديدة لفرض السيطرة والهيمنة على المناطق ؟؟
https://www.youtube.com/watch?v=rY8JPRBvLyI
المركز الصحفيي لسوري