بوتيرة شبه يومية، ينتقد الاتحاد الأوروبي، وبعبارات لاذعة، حظر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دخول اللاجئين ومواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة مؤقتا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقراره بناء جدار فاصل مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
لكن ممارسات الاتحاد على أرض الواقع تظهر “تناقضا”، لاسيما مع بناء دول أوروبية 12 جدارا، وإبرامه مع دول أخرى اتفاقات بمثابة “جدران رمزية” لوقف تدفق الهاربين من الحروب والفقر إلى القارة الأوروبية.
ففي 27 بناير/ كانون ثان الماضي، أصدر ترامب أمرا تنفيذيا بوقف استقبال لاجئين لمدة 4 شهور، ووقف استقبال السوريين منهم إلى أجل غير مسمى، فضلا عن حظر استقبال مواطني كل من إيران وسوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان والصومال؛ معتبرا أن إدارته بحاجة إلى وقت لتطبيق عمليات فحص أكثر صرامة للاجئين والمهاجرين والزائرين، لحماية الأمريكيين من هجمات إرهابية. وهو ما انتقدته ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للأمن والسياسة الخارجية، فيديريكا موغريني، أمام البرلمان الأوربي، مطلع الشهر الجاري، بقولها إنه “لا يمكن حرمان أي شخص من حقوقه بسبب مكان ولادته أو دينه أو عرقه”، ومضيفة: “نحن هكذا، هويتنا هذه، نحن نحتفل عندما تُهدم الجدران”.
غير أنه، وبعد يومين فقط، دافعت موغريني عن اتفاق الاتحاد الأوروبي مع ليبيا بشأن اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، حيث قالت إن “سياسة الاتحاد حيال وقف تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا تتمثل في إدارة هذا التدفق بشكل صحيح، وإننا كاتحاد نولي اهتماما كبيرا لمكافحة الجرائم المنظمة والهجرة غير القانونية ومنتهكي حقوق الإنسان”.
ورغم انتقادات موغريني وغيرها من مسؤولي الاتحاد والبرلمان الأوربيين للرئيس الأمريكي، الذي تولى منصبه يوم 20 يناير/ كانون ثان الماضي، إلا أن ممارساتهم بشأن اللاجئين لا تختلف كثيرا عن ترامب، فالجدران التي إدعت موغريني أنها غير موجودة، تغلق فعليا الطريق أمام اللاجئين.
المصدر:وكالة الأناضول