كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، عن أنه منذ بداية الشهر إلى اليوم، مات 11 لاجئًا سوريًّا في عرسال من بينهم 9 أطفال، لينضموا إلى 7 آخرين الشهر الماضي، مشيرة في تقرير نشرته اليوم إلى أن هذه الأرقام مرشحة للزيادة.
وذكرت الصحيفة على لسان كاتبة التقرير، أن “أول أمس شهد موت ( خ. ف) ابن الـ 14 عامًا؛ لنسمة خالد، قبله ماتت (ف. ح) طفلة في يومها الثامن عشر، لم يتمكن أحد من نقلها إلى خارج عرسال. طفلة أخرى رأيناها تحتضر بعدما عاشت سبعة عشر يومًا فقط، هذه لم نسأل عن اسمها، وجهها وحده يكفي لأن نسميها ملاك، وُلدت في خيمة، ماتت من البرد، ومات آخرون غيرها. أربعة أطفال سوريين ماتوا في عرسال هذا الأسبوع فقط”.
وتؤكد الصحيفة، أن هذه الحالات تم رصدها في مستشفى الهيئة الطبية في عرسال، ما يعني أن عشرات الملائكة يموتون من دون أن نسمع عنهم”، على حد وصفها، مشيرة إلى أن الدكتور قاسم الزين مسؤول الهيئة الطبية في عرسال، الذي زودها بهذه الأرقام، يؤكد أن “الوضع الصحي في عرسال كارثي، وأن هذا العدد هو فقط عدد الوفيات الذين قضوا في مستشفى الهيئة”.
وتابع قائلًا: “الصادم في الأمر أن هذه الحالات جميعها موجودة داخل عرسال وليس في الجرود، ما عدا حالة واحدة أتت من الجرود للعلاج في مستشفى الهيئة”، منوهًا بأن “ثلاثة أطفالٍ ماتوا هذا الشهر بسبب التهاب بالرئة جرّاء البرد القارس”.
يذكر تقرير “الأخبار”، أن “تقرير الهيئة الطبية يتحدث عن الطفلة ملاك التي وُلدت في خيمة، في الجرود، ابنة الـ 17 يومًا، دخلت المستشفى صباح الثالث من هذا الشهر بسبب البرد، استطاع جسدها الصغير أن يشفع لها عند الحاجز لتصل إلى المستشفى، لكن لم يكن هناك حاضنة فارغة لاستقبالها، فأحالتها الهيئة إلى الداخل اللبناني، إلا أن حاجز اللبوة منع ذويها من الدخول، فعادت إلى مستشفى الهيئة بإمكانياته المتواضعة لتلاقي حتفها الساعة الثانية ظهرًا”.
الدكتور “الزين” أكد أن الطفل “خالد” مات أول من أمس نتيجة قصور حاد في الكلى، أما الأطفال الخمسة الآخرون فماتوا جراء تشوّه خلقي عند الولادة في الجمجمة والأطراف.
ووفق ما يقول الزين: “تُطرح هنا مخاطر جدية عن أسباب هذه التشوهات”، إذ يؤكد عبر الملاحظة، أنه في بدايات الأزمة وتدفق اللاجئين، “كنا نحصي بمعدل حالة تشوه خلقي واحدة بالشهر، أما اليوم فقد ارتفع المعدل إلى 4 حالات شهريًّا”.
لا يجزم الزين بأسباب هذه التشوهات، لكنه يقول: إن “نسبة كبيرة من النساء كنّ في سورية في بدايات الحمل، لذلك أتوقّع أن تكون هذه التشوهات ناتجة من المواد المستخدمة في القصف”.