نفى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يكون حزب الله خائفاً أو قلقاً من وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقال « لكل من يكتب ويقول إن حزب الله قلق وخائف من مجيء ترامب، ما الجديد؟ الجديد إنه قبل ترامب كان هناك شخص يضع على وجهه غطاء من النفاق ويقول كلاماً طيباً، لكنه في الوقت ذاته يقيم العقوبات ويحارب ويدعم حروباً مثل حرب اليمن التي جوّعت مئات الآلاف ويدعم أنظمة استبدادية في البحرين والسعودية ويصنع «داعش» لتسيء إلى الدين والنبي والقرآن وتدمّر المجتمع، أما الجديد أن ترامب وضع النفاق جانباً ونحن نشكره لأنه كشف الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية البشعة والظالمة والعنصرية.أما الخوف فانتهى منذ زمن لدينا. في 1982 كنا قلّة وكانت إسرائيل تحتل نصف لبنان إضافة لقوات متعددة الجنسيات وأساطيل في البحر، ولم نخف ولم نقلق ولم نضطرب .وجاء جورج بوش بالجيوش فيما بعد وحاربنا ولم نخف وكنا على ثقة من النصر الذي وعدنا به الله، والنصر حليفنا في 1985 و2000 و 2006 ويتحقق اليوم في سوريا والعراق واليمن، ولا ترامب ولا أباؤه ولا بوش ولا كل هؤلاء العنصريين يمسوا بإيمان طفل من أطفالنا وشيوخنا ، ونحن لسنا قلقين بل متفائلون لأن من يسكن في البيت الأبيض أحمق وهذا بداية الفرج».
ولفت نصرالله إلى «أن الانتصارات العسكرية في سوريا وآخرها انتصار حلب فتح الباب أمام مصالحات داخلية في مساحة كبيرة من سوريا وحوّل بعض المناطق في سوريا إلى مناطق آمنة، بعض المدن فيها الوضع جيّد وهذه مشاهدات وليست أخباراً نقلت لي، وفي لبنان كل اللبنانيين مضغوطون بملف النازحين . واليوم هذا الملف ضاغط على كل اللبنانيين لذا من واجبنا التعاطي معه بإنسانية بمعزل عن المخاوف، بعيداً عن السياسة، أي استغلال النازحين واستخدامهم مستقبلاً في أي توترات سياسية، والصحيح أن نتعاطى مع أهلنا النازحين بطريقة إنسانية وأخلاقية».
وأضاف «سيقال لنا إن هؤلاء يخافون العودة إلى مدنهم خشية من انتقام الدولة في سوريا.وأنا أقول هناك نازحون مضى على وجودهم في لبنان 5 سنوات و4 سنوات و3 سنوات، فليذهبوا إلى المدن التي قاتلت الدولة طيلة هذه السنوات فهذا يعني أنهم لم يقاتلوا، حتى المقاتلون قاموا بتسوية أمورهم ويعيشون في سلام اليوم، الحكومة اللبنانية من جملة مسؤوليتها والقوى السياسية التي لا يجب أن تستغل هؤلاء النازحين لشحذ المال على حسابهم، هؤلاء معنيون بمناقشة وإيصال النازحين للاقتناع بالعودة إلى سوريا، أغلب النازحين حينها يعودون بقناعتهم ويتطلب ذلك بأن تخرج الحكومة من المكابرة وأن تتواصل مع الحكومة السورية»، متسائلا «لماذا تتكلمون مع كل العالم حتى من سفك دمائنا ولا تتكلمون مع الحكومة السورية؟ حتى مع العدو يتفاوض الإنسان إذا كان الموضوع إنسانياً، لذا على الحكومة وضع المكابرة جانباً وتتناقش مع الحكومة السورية لمعالجة أزمة النازحين ووضع خطة واحدة لأن لبنان لا يمكنه حل المشكلة وحده»، معلناً «إننا كحزب الله لدينا علاقات مع الدولة السورية لذا نحن حاضرون لخدمة الحكومة اللبنانية لمساعدتها للتواصل مع النظام السوري حول النازحين».
واعتبر « أن أغلب سيطرة داعش اليوم هي على صحراء، والكل يعلم أن الدولة التركية كانت داعماً قوياً لداعش وأمنت السيولة المالية وفتحت البوابات للصواريخ، واليوم ندمت على ما فعلته لداعش لأنها ردت الجميل لتركيا بعمليات إرهابية داخل الحدود التركية».
ولفت إلى «أن بعض الفضائيات العربية وبعض الكتاب دأبوا ضمن مناخ الهجمة الدائمة على حزب الله على القول إن حزب الله غير موافق على وقف إطلاق النار في مؤتمر استانة ويتهموننا وإيران بأننا نريد استمرار الحرب ونزف الدم، في الوقت الذي هم يعكسون الأمور. ففي الحقيقة أن حزب الله يؤيد ويساند بقوة ليس فقط وقف إطلاق النار في مؤتمر استانة بل أي وقف أطلاق نار لأننا مع كل إجراء يوقف نزف الدماء ويحقن الدماء ويعطي فرصة للحلول السياسية وهذه قناعتنا وهذا ديننا ومصلحتنا . ومن يتهمنا فهو الذي يعطل ومن يقف خلف هذه القنوات من دول عربية وخليجية فهي التي تدعم الإرهاب في سوريا وتفتح الجبهات في سوريا.وهذا هو الموقف الأكيد لإيران التي تجهد لوقف إطلاق النار في سوريا وللوصول إلى حل سياسي».
وأضاف «يتم اتهامنا بإحداث تغييرات ديموغرافية.هذه أكاذيب من الفضائيات العربية الداعمة للتكفيريين، ولا يوجد تغيير ديموغرافي في سوريا ولتأت البعثات لترى أن لا تغيير ديموغرافياً، والحقيقة أن بعض المسلحين يصرون على مغادرة المدينة ومع ذلك الدولة السورية تسهّل هذا الانتقال وتوصلهم إلى مأمنهم بأمن وأمان».
القدس العربي