“المركز الصحفي السوري”
علي الحاج أحمد – 2014/12/15
15/3/2011 بدأ ربيع سورية ربيع الحرية وبدأت معه المظاهرات التي كانت تعم شوارع المدن السورية ومن هذه المدن مدينة البويضة الشرقية في ريف محافظة حمص عاصمة الثورة.
حيث كان يمكث في تلك البلدة زميلي في الدراسة كان لايدع مظاهرة إلا ويشارك فيها، وأرادت زوجته أن تشارك في المظاهرات كغيرها من الحرائر، إلا أنها خرجت ولم تعُد، حيث تم اعتقالها في 9/4/2011 على أيدي طغات لاتعرف قلوبهم الرحمة أو التمييز بين الرجال أو النساء ليس لديهم أية قيم أو أخلاق أو مبادئ إسلامية.
حيث تركت وراءها زوجاً وطفلتين ما زالتا في نعومة أظافرهما “بيسان طفلة الأربعة سنوات وخُزامة طفلة السنتين” فقام زوجها بالهروب من البلدة مع بناته إلى الريحانية المدينة التركية حتى لايتم اعتقاله إلا أن أهلها أبو أن يخرجو من بيوتهم فكانوا يقولون لعلهم يعتقلونا ويضعونا معها في سجن واحد، وفعلاً تم إعتقالهم، في سواد ليلٍ كسواد قلوبهم إلا أن زوجها لم ييأس من طول غيابها طوال تلك الأيام فكان يكلف من يستخبر عنها لعلُّه يجدها في سجن من السجون التي كانت تكتظ بالمعتقلين إلا أنه لم يسمع أي خبر يجعله يأمل بعودتها يوماً إليه وإلى طفلتيها إلاأنه تسرب إليه خبر أنها معتقلة في فرع المخابرات الجوية بالمزة في دمشق فطلب منه الذي سرب الخبر مئة ألف ليرة سورية مقابل خروجها.
أمن زوجها المبلغ فسلمه إلى ذلك الرجل إلا إنه عاد إليه بعد يومين وقال له إنها أُحيلت إلى فرع فلسطين الواقع بمنطقة القزاز قي محافظة دمشق وتمّ أخذ المبلغ من قبل ذلك الفرع ولكن لاندري إن كان ذلك الرجل يُتاجر بأرواح أُناس أبرياء مقابل مبالغ لاتغني شيء بالنسبة لدافعيها من أجل أن يسمعوا مجرد خبر عن معتقليهم ولكنه لم يعرف قلبه اليأس وطلب منه السؤال عنها في فرع فلسطين.
فجاء له بخبر إنها هي وأهلها في ذلك الفرع ولكنه طلب300 ألف ليرة سورية مقابل الإفراج عنهم فتمّ تأمين المبلغ إلى ذلك الشخص، إلا إنه لم يلبث أن سمع بتفجير القزازا في 10/5/2014 الذي حصل بالقرب من فرع فلسطين الذي كان المتضرر الأكبر من ذلك التفجير حيث تناقلت الأخبار بين الناس أنه تمّ تدبير ذلك التفجير للتخلص من مُعتقليهِ، من دون أن يكون للنظام أية صلة بذلك مع العلم أن التفجير كان من تدبير النظام.
ومن ذلك اليوم إلى تاريخ يومنا هذا مازال مصيرها ومصير أهلها مجهول فويلٌ لهؤلاء الّذين يستغلون قلوب الناس بأخبار قد تكون صادقة و كاذبة مقابل مبالغ تطال أيديهم وويلٌ لنظام دمرَّ حياة السوريين ما بين نازح في المخيمات وشهيد رحلّ عن أحبته، ومفقود لانعلم مصيره. ولانعلم معه مصيرنا إلى أين فربما نكون أحداً من هؤلاء.