وفي دمشق ترى العَجب! .. ظروف معيشية أثرها “معكوس”..واستخدام مستحضرات التجميل بازدياد

“لم يتوقّف الإقبال على مستحضرات التجميل بل ازداد بشكلٍ كبير في مناطق النظام”. خلاصةٌ قدّمها أحد الاختصاصيين في هذا المجال مثيراً تساؤلاً جوهرياً عن أثر الأزمات التي يعيشها المواطن السوري خصوصاً في العاصمة دمشق، وطريقة تعامل مختلف الشرائح الاجتماعية مع احتياجاتها بين أساسيات وكماليات، فقد أكد الاختصاصي على أن المعارك وتداعياتها المعيشية لم تؤثر على تداول هذه المستحضرات، “ولا سيما مع وجود فتيات يرفضنَ بشكلٍ قاطع مغادرة منازلهنَّ دون الخروج بأبهى حلّة”!.
كان لتهاوي قيمة الليرة السورية وازدياد التضخّم أثرٌ كبير على انخفاض القدرة الشرائية، وامتد الغلاء ليشمل حتى عالم مستحضرات التجميل والمكياج. وكغيره من المجالات فإن لهذا العالم شروطه من مختلف النواحي ومنها الناحية الاقتصادية.
 رموش اصطناعية ووَصلات شعر “باهظة”
في وقت وصل فيه سعر صرف الدولار إلى 500 ليرة سورية، تقول “مرام” وهي شابة سورية تدرس في جامعة دمشق لـ “صدى الشام”: “إن عالم مستحضرات التجميل غير متناهٍ، ولا يمكن اختصاره بعشرة أنواع للمكياج، كونه يتشعّب ويتطور كل يوم، مع تطور حاجة الفتيات للظهور بأبهى حلّة”.
وتضيف إن أبرز الأنواع المستخدمة بالعموم هي “أقلام الروج، وأقلام التخطيط، وكريم الأساس، والبودرة للخدود، والمسكرة لرموش العيون، إضافةً إلى الرموش الاصطناعية ووَصلات الشعر الطبيعية باهظة الثمن”.
وبحسب ما رصدت “صدى الشام” بعد جولة على عدة محلات بيع مستحضرات فإن سعر عبوة كريم الأساس تراوح سعرها ما بين 800 – 4000 ليرة سورية، في حين بلغ سعر بوردة الخدود بين 600 – 3500 ليرة.
أما أقلام الروج فتبدأ من 200 ليرة حتى 6000 ليرة، بينما تراوح سعر مسكرة الرموش بين 1500 إلى 7000 ليرة للقلم الواحد، وبلغ ثمن عبوة العطر بين 400 وحتى 4000 ليرة للأنواع الفاخرة والماركات.
وذكر أحد أخصائيي مستحضرات التجميل لـ “صدى الشام”: “إن جميع هذه الأسعار تنطبق على المنتجات المحلّية، أما الأجنبية فيبلغ سعرها أضعاف المحلّية”، ولفت الخبير الذي رفض الكشف عن هويته إلى أنه بعد ارتفاع الدولار بشكلٍ كبير امتنع عدد كبير من الشركات عن التصدير إلى سوريا، لافتاً إلى أنه في حال طلب زبائن لهذا النوع يتم استيراد كمية محدّدة للراغبين بها من العاصمة اللبنانية بيروت، وسط صعوبة كبيرة بإدخالها دون إخضاعها للرسوم الجمركية.
 
10 آلاف ليرة وسطياً للمكياج
يمكن القول أن ثمّة طبقتين اجتماعيتين في دمشق من حيث استخدام  المكياج، فلكل شريحة مكياجها الخاص بها.
تشرح فتاتان التكلفة المادية التي تدفعانها شهرياً للحصول على مكياج طوال الشهر. تقول “رؤى” وهي فتاة جامعية تدرس بقسم علم الاجتماعي في كلية الآداب بدمشق: “أدفع شهرياً 7500 ليرة تقريباً ثمن مستحضرات التجميل” مشيرةً إلى أن هذا الرقم قد يزيد أو ينقص في بعض الأحيان، وذلك يتعلّق باستخدامها لهذه المستحضرات، ففي بعض الأحيان تشتري عبوة ثمنها 2500 ليرة ولا تستخدمها إلا مرّة أو مرتين وبالتالي فإنها غير محتاجة لشرائها في الشهر الذي يليه”.
وذكرت رؤى أنها بنسبة 95% لا تغادر المنزل دون وضعها للمكياج على وجهها.
الحالة ذاتها تعيشها “فتون” إذ تقدّر الفتاة المنحدرة من حي “العفيف” التكلفة الشهرية لمستحضرات التجميل بحوالي 15 ألف ليرة، لكنها توضح في الوقت نفسه ” أنها لا تبالغ بوضعه وإنما تستخدم صنفين أو ثلاثة أصناف على أكثر تقدير.
تجهيز العروس بـ 15 ألف ليرة
 
تنتشر في العاصمة دمشق صالونات تجميل بشكلٍ كثيف، فمنها ما هو مخصص للمحجبات، ومنها ما هو مخصصة لغير المحجّبات، وتتفاوت أجور هذه الصالونات بحسب المستوى الاقتصادي للمنطقة، وطلبات الزبائن، ولا سيما أن هذه الصالونات لا تخضع لرقابة من جمعية الحلاقين.
“فتون” هي من أبرز زبائن هذه الصالونات، تقول “إن تكلفة مكياج خاصة للسهرات والمناسبات مع سيشوار للشعر تبلغ ما يتراوح بين 2500 و4000 ليرة للفتاة العادية (غير العروس)”.
أما العروس فتتراوح تكلفة تجهيزها من حيث المكياج بين 12 – 15 ألف ليرة، لتزيين شعر العروس مع وضع مكياج لها.
ويعزو “بهاء” وهو أحد العاملين في صالونات التجميل بمنطقة “الفتالة” في حي المزة هذا الغلاء إلى ارتفاع أسعار المستحضرات الأساسية، كونها تتأثر طرداً بالدولار، إضافة إلى أن الموظف العامل بهذا المجال مضطر لرفع الأسعار تزامناً مع الارتفاع العام في الأسواق وانخفاض مستوى أجره.
يقول بهاء: “إن نسبة الإقبال كبيرة جداً ولا سيما بسبب قرب الصالون من المدينة الجامعية، التي تحتوي على عشرات آلاف الطالبات اللواتي يقصدن الصالون بشكلٍ دوري، إضافةً إلى أن التزيّن ووضع المكياج بات جزءاً لا يتجزأ من حياة أي فتاة، في حين أن الفتيات اللواتي يتجرّأن على التوجه إلى الجامعة أو الشارع دون وضع الحلي والمكياج فإن نسبتهنَّ ضئيلة جداً. حسب وصفه.
 
“ماني جعفر”
قبل نحو عامين، أطلقت مجموعة من الفتيات السوريات في مناطق النظام حملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحت هاشتاغ #ماني_جعفر، وتدعو الحملة الفتيات اللواتي يمتلكن الجرأة على التقاط صورة “سيلفي” لأنفسهنَّ دون وضع أي نوع من مستحضرات التجميل، ونشرها على موقع المجموعة لإظهار “جمال الفتاة الطبيعي دون مكياج”.
جاءت هذه الخطوة كحملة مضادة لحملة سابقة تشبّه الفتيات بشاب خشن الملامح اسمه جعفر، وهو عبارة عن شخصية مفترضة تم اختيارها بغية تشبيهه بمعظم الفتيات بعد أن يمسحن مستحضرات التجميل من على وجوههنَّ، لكن اللافت أن الحملة المضادة ما لبثت أن فشلت ولم تتمكّن من تحقيق غرضها وذلك بسبب قلة الفتيات اللاتي تجرأن على التقاط هذه الصورة.
صدى الشام

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist