هل يساهم الطرف الضامن لاتفاق وقف إطلاق النار في إفشاله؟

 
منذ أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ الفعلي, وصفحات الرصد المحلي والمؤسسات الإعلامية التابعة لقوى الثورة والمعارضة ما زالت حتى اللحظة توثق عشرات الخروقات التي تحدث يوميا لوقف إطلاق النار, في مناطق متفرقة من الأراضي السورية من الجنوب حتى الشمال, وفي مناطق سيطرة الجيش الحر والثوار تحديداً.
ولأن أولويات ترتيب وتصنيف نوع الخرق, والطريقة التي تم بها الخرق والجهة التي قامت بها تختلف من ناشط لآخر ومن موقع لآخر, تبقى الأهمية الأولى هي للخبر, وهي أن خرق وقف إطلاق النار حدث ومازال مستمر الحدوث في نقاط متفرقة كما ذكرنا, بل وصل الأمر لشن هجمة شرسة وممنهجة كما يحدث في منطقة وادي بردى في الريف الدمشقي حتى اليوم.
والجدير بالذكر, أن الاتفاق مبني على أساس تفاهم طرفين راعيين أساسين, وضامنين لضبط الأطراف المتصارعة على الأرض في الالتزام بجميع بنود الاتفاق, وهما الطرفان الروسي والتركي, واللافت للنظر أن ردّات فعل كل من الطرفين إيزاء الخروقات المستمرة لبنود وقف إطلاق النار تكاد تكون غائبة كليا في كثير منها, أو خجولة بالشكل الذي يجعل هذا الاتفاق لاغيا عند نقطة خطيرة يكون عندها احتمال انهيار هذا الاتفاق هو أمر حتمي الحدوث.
ولو عدنا للخريطة الجغرافية لنقاط الاشتباك والجبهات الموزعة على الأرض, سنجد أن قوات النظام وما يرافقها من عناصر لحزب الله اللبناني وميليشيات طائفية مدعومة من إيران, تستمر في القيام بحملات عسكرية واضحة على الميدان, خصوصا في منطقتي وادي بردى والغوطة الشرقية في الريف الدمشقي, حيث تتمثل تلك المحاولات بالقيام بعمليات القصف العنيف باستخدام الطائرات الحربية والمروحيات وسلاح المدفعية الثقيل وتصاحبها اشتباكات عنيفة بغية اقتحام المنطقة والسيطرة عليها, في كل من جبهتي قرية “الحسينية” في وادي بردى وجبهة “الميدعاني” في الغوطة الشرقية, وإن كانت الحملة في الموقع الأول المذكور هي الأعنف وذلك تبعا لأولويات الطرف المهاجم.
أما في ريفي إدلب وحماة, فعمليات القصف والاستهداف مازالت مستمرة من قبل قوات النظام لكل من القرى الواقعة في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي, وقد استخدمت قوات النظام أيضا سلاح الجو وسلاح المدفعية الثقيلة في قصف هذه المواقع.
لكن وفي تطور جديد, قامت الطائرات الروسية باستهداف عدد من المواقع في قرى جبل الزاوية في قرية “كنصفرة”, وعدد من القرى الواقعة في كل من ريفي حلب الجنوبي والغربي, في خطوة جديدة جاءت من قبل الدولة الراعية والضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية, هذه الخطوة من شأنها إعادة التشكيك في مدى مصداقية الجانب الروسي في إنجاح هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار في سورية, مع العلم أن أغلب المحللين السياسيين كانوا قد تحدثوا عن امتعاض إيران من هذه الاتفاقية بسبب تحييد دورها إلى حد ما عن بنود هذا الاتفاق, مما دفعهم للتنبؤ بقيام إيران بالتشويش على هذا الاتفاق مستقبلا بغية إفشاله, بينما تفاءلوا في الموقف الجديد لروسيا بناءً على مجموعة من المعطيات التي أشّرت لتغيير جديد للموقف السوري تجاه قوى الثورة والمعارضة, لذلك كانت التوقعات بثبات الموقف الروسي, وغدر الجانب الإيراني وقوات النظام, ولكن مع دخول الهدنة يومها السادس حيز التنفيذ ومع بروز بعض الأحداث الجديدة, كقيام روسيا بتقديم مشروع لمجلس الأمن يدعم اتفاق وقف إطلاق النار في سورية بنسخة مخالفة للنسخة التي وقع عليها عدد من ممثلي الفصائل العسكرية لقوات المعارضة, وقيام الطائرات الروسية بتنفيذ عدد من الغارات الجوية على الأرض في المناطق الجغرافية المتواجدة فيها هذه القوات, يجعل هذا التفاؤل قلق وغير مريح ويطرح عددا من الأسئلة, وإشارات الاستفهام حول نية روسيا الطرف الضامن في أنجاح فعلي لهذا الاتفاق.
هل تحاول روسيا مجدداً اللعب على عامل الزمن, من أجل أخذ استراحة زمنية من شأنها إعادة ترتيب الأوراق وتجميع القوى العسكرية على الأرض؟ أم أنها تحاول شراء ولاءات بعض الفصائل العسكرية على الأرض من خلال تعميق الشرخ الكبير الموجود بالأصل والذي كان أكبر مانع لمحولات توحد الفصائل المقاتلة؟
أم أن هناك لعبة خطيرة أكبر مما نتخيل تتشابك خيوطها السياسية والعسكرية, كأكبر خدعة روسية لوأد الثورة السورية ودفنها في أرضها؟
عموما ظهرت العديد من الأصوات بين وهنا وهناك تنادي بإعادة النظر بالموقف والنوايا الروسية من جديد قبل فوات الأوان, ونجاح روسيا في تمرير مخططها الكبير المتماشي مع الموقف الإيراني بشكل كامل.. كما يقول البعض.
المركز الصحفي السوري-فادي أبو الجود

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist