هل سيكون اجتماع “أستانة” بارقة أمل لإنهاء معاناة السوريين وآلامهم؟؟

قـــراءة فــي الــصحف
تطرقت الصحف البريطانية للمحادثات السورية الجديدة، وتساءلت عما إذا كانت ستنهي معاناة السوريين.
نطالع في صحيفة “الأوبزرفر” مقالاً لإيما غراهم هاريسون بعنوان” نصف مليون قتيل و22 مليون تم تهجيرهم، هل هناك أي بارقة أمل لإنهاء عذاب سوريا في المحادثات الجديدة؟”
وقالت كاتبة المقال إن أبرز الأطراف المتورطة في الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ 6 سنوات سيجتمعون في استانة لبدء جولة جديدة من المحادثات.
وأضافت أن “روسيا وتركيا نظمتا هذه المحادثات بدعم إيراني”، مشيرة إلى أنها من ضمن المحاولات المبذولة في الفترة الأخيرة لنقل الصراع من أرض المعركة إلى طاولة المفاوضات.
وتابعت بالقول إن “الصراع في سوريا قتل لغاية الآن نحو نصف مليون سوري كما هجر 22 مليون آخرين من منازلهم”، مضيفة أن “جميع المساعي السابقة لإنهاء القتال في البلاد لم تفلح لفقدان الثقة بين تلك الأطراف ولعدم وجود ثقة في هذه المحادثات أو لغياب الرغبة الحقيقية في نجاح هذه المفاوضات لدى الأطراف السورية القوية والأطراف الأجنبية المساندة لها”.
وأردفت أن “هذه المحاولة تأتي بعد تغيير جذري في ميزان القوة على أرض المعركة في سوريا، وهو ما فتح بابا للتفاوض”.
ونوهت الكاتبة إلى أن هذه المحادثات مدعومة من الأطراف الدولية “التي استطاعت بأموالها وذخيرتها تغيير مسار الحرب بعد التوصل لوقف إطلاق نار منذ نهاية كانون الأول /ديسمبر الماضي”.
بدورها قالت الكاتبة “إيما غراهام هاريسون” في مقال نشرته صحيفة الـ “الغارديان”، إنه من غير المحتمل تماما أن تكون محادثات أستانا بشأن سوريا هذا الأسبوع أكثر من خطوة صغيرة لمحادثات أخرى حتى إذا اتفق جميع من يشارك فيها على أنها تكللت بالنجاح.
وأضافت الكاتبة في مقالها، إنه من غير الواضح ما تأمل فيه الأطراف المشاركة في هذه المحادثات أكثر من تمديد وقف إطلاق النار الذي يساعد في وقف نزيف الدم على المدى القصير، لكنه لن يحل المشكلات الكبرى التي تسببت في نشوء الصراع بسوريا.
ففي حالة تحقيق أطراف المحادثات تقدما باتجاه بلورة اتفاق لإنهاء الصراع، تقول الكاتبة، فإن غياب اثنين من أقوى المجموعات المعارضة نفوذا بالإضافة إلى الأكراد سيثير أسئلة كبيرة عن كيفية تنفيذ الاتفاق على الأرض.
وقالت هاريسون أيضا إن السلام في سوريا لا يعني نهاية أزمة اللاجئين السوريين، لأن وحشية نظام الرئيس بشار الأسد خلقت بيئة غير مواتية للاستقرار.
واختتمت مقالها بالقول إن أي رؤية لسوريا جديدة يمكن أن تتفق عليها المعارضة والنظام ستجد شبح تنظيم الدولة يرافقها كظلها، علما بأن مسلحي التنظيم على استعداد دائم للقتال ويتمنون الموت.
وكانت هاريسون قد أشارت في ثنايا مقالها إلى أن محادثات أستانا تأتي عقب تغيّر كبير في ميزان القوة لصالح النظام السوري بعد الاستيلاء على حلب، وأنها تنعقد بدعم من اللاعبين الدوليين الذين تحكمت أموالهم وأسلحتهم في سير الحرب، وعقب وقف إطلاق النار الذي بدأ أواخر الشهر الماضي وساعد في كبح أعمال القتال في غالبية مناطق البلاد، الأمر الذي قالت الكاتبة إنه يساعد أيضا في بناء الثقة.
ولم تنس هاريسون فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب برئاسة أميركا، قائلة إنه ساهم هو الآخر في إضعاف آمال المعارضة، لأن ترمب أعلن أنه غير معني بأي شيء في سوريا غير القضاء على تنظيم الدولة وسيعمل بالتنسيق مع روسيا لتحقيق هذا الهدف.
كذلك أشارت الكاتبة إلى أن القوى الخارجية التي كانت تدعم المعارضة وتطالب بإبعاد الأسد شرطا للسلام قد وافقت على أن مطلبها هذا ليس مطلبا سياسيا مجديا.
وعن تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة السورية التي تؤوي الآن حوالي 2.8 مليون لاجئ سوري، قالت الكاتبة إنها أصبحت تتطلع للسلام في سوريا، فهي في مرحلة تقارب مع روسيا ويبدو أنها قبلت ببقاء الأسد لتركز على التقليل من تأثير أزمات سوريا عليها.
الـمركز الـصحفي الـسوري _ صحف

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist