ضجت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية بانتقادات لاذعة وتساؤلات كبيرة بعد المباراة التي جمعت المنتخب السوري مع نظيره الإيراني، وكشفت هذه المباراة العلاقة المتداخلة المتوافقة قليلا والمتضادة في كثير من الأحيان بين النظام السوري والإيراني.
هاجم لاعب المنتخب الإيراني الشهير “سردار آزمون” في لقاء مع صحفيين سوريين بشكل صريح وقاس، قائلا :” السوريون ليسوا إخوتنا كما كنا نتصور، وأرفض مقولة أن بلدنا الثاني هي سوريا، فريقهم ومشجعوهم أطلقوا شعارات وألفاظ نابية في المبارتين وأهانوا شرفنا على أرضنا “.
هذا التصريح من صاحب الهدفين الإيرانيين في الشباك السورية وأشهر الشخصيات الرياضية الإيرانية يدل على شرخ كبير بين السوريين المؤيدين للنظام والإيرانيين الحالمين بمشروع الهلال الشيعي، والمروجين لوحدة الشعبين ووحدة المذهب والمصير، لم يكن هذا التصريح الخلاف الوحيد الذي كشفته المباراة، فتمرد المشجعات السوريات على محاولة فرض لبس الحجاب عليهن بعد قرار من السلطات الإيرانية بالسماح للسوريات بالدخول للملعب بشرط لبس الحجاب، والذي أثار حالة من الغضب لدى مشجعات الفريقين، فقد عملت المشجعات السوريات على إطلاق ألفاظ نابية ضد الإيرانيين وشعارات ضدهم داخل الملعب بعد التضييق عليهن وإجبارهن على وضعه.
سادت حالة من الغضب في الشارع الإيراني بعد المباراة ليظهر مدى الفرق والاختلاف والخلاف بين السوريين المؤيدين للنظام والإيرانيين، فقد عجت وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية بسيل كبير من الانتقادات للسلطات؛ بسبب السماح للمشجعات السوريات بدخول الملعب ومنع الإيرانيات كون المرأة في إيران ممنوعة من مشاهدة المباريات في الملاعب، وتحولت الانتقادات لتساؤلات من جدوى الوجود الإيران في سوريا، وانتقاد للزج بالإيرانيين في معركة ادعى ساستها أنهم يدافعون بها عن الأضرحة والمقامات، ولتكشف المباراة للشعب الإيراني بأن علوية سوريا ليست كشيعة إيران وهناك خلاف كبير بينهما، ولتزيد المباراة من حدة الأصوات الناقدة لسياسة النظام الإيراني في سورية.
وفي سوريا، بدأ الكثير من مؤيدي النظام بالتململ من تصرفات ومضايقات الميليشيات الشيعية في سورية وتحكمها في الحياة اليومية للسوريين في مناطق سيطرتها، الأمر الذي تحول في كثير من الأحيان لصدام مسلح، بل ومحاولة إيران المتكررة بفتح حسينيات وإلزام السوريين بممارسة شعائر دينية أثار موجات من الغضب، حاول النظام السوري السيطرة عليها والتخفيف من أثرها.
الخلاف الروسي الإيراني الذي ظهر للعلن في مواقف متعددة والذي وصل لحد ضمان الروس لإخراج الإيرانيين من سوريا، مقابل الحفاظ على مصالحهم واحتفاظ روسيا لنفسها بالسيطرة الجوية والقوة النارية الأكبر في سوريا وتحكمها بمجريات الأمور وميل النظام السوري للحليف الروسي وتسليمه مقاليد الأمور في سوريا، يدفع للاعتقاد بأن الشرخ بين الإيرانيين والنظام السوري بدأ يتسع.
كلمة العدد