أضحى التسريح للكثير من عناصر قوات النظام من المجندين والمتطوعين حلماً بعيد المنال، عقب سنوات طوال من الخدمة العسكرية تعدت 8 سنوات للبعض منهم.
تصدرت شكوى عنصر متطوع في قوات النظام حديث الناس في مناطق سيطرة النظام. احتج هذا العنصر على عمليات الاحتفاظ بالعناصر وعدم تسريحهم من الجيش رغم انتهاء عقدهم.
لا تتوفر تقديرات دقيقة لتعداد جيش النظام حالياً لتكتم وزارة الدفاع التابعة للنظام عن عدد العناصر المحتفظ بهم و الاحتياط، فضلاً عن الأعداد الحقيقية للقتلى خلال عشر سنوات من الصراع.
إلا أن مؤسسة “غلوبال فاير باور” المهتمة بالشؤون العسكرية لدول العالم، أفادت في إحصائية لعام 2019، أن قوام الجيش في سوريا يصل ل 142 ألف جندي.
بينما شجع مرسوم تخفيض مدة الخدمة الإلزامية إلى 18 شهراً في 21 آذار عام 2011، مئات الآلاف من الشباب السوري للاتحاق بالجيش، إلا أن المعارك الطاحنة في الصراع وجملة من العوامل دفعت الكثيرين للفرار.
في عام 2005 خفضت فترة الخدمة العسكرية من سنتين ونصف إلى سنتين، وفي عام 2008 إلى 21 شهراً وفي عام 2011 إلى سنة ونصف.
مع إصدار مرسوم العفو عام 2018 التحق الكثير من الشبان الفارين من الخدمة بالجيش، أملاً بنيل التسريح، ليقعوا في فخ قيادة القوات المسلحة التابعة للنظام التي طبقت نظام الاحتفاظ على من هم في الخدمة الإلزامية و الخدمة الاحتياطية فضلاً عن المتطوعين رغماً عنهم، بما يخالف القوانين العسكرية المعمول بها في المؤسسات العسكرية.
تعمد القيادة إلى عدم إصدار أي قرارات تحدد فترة الاحتفاظ أو الاحتياط أو التطوع، ما يجعل التسريح سؤالاً لاتتوفر إجابة له لدى تلك القيادة.
فيما تسود حالة من التململ والاستياء المتزايدة لدى الكثير من قوات النظام، نتيجة المماطلة بقرارات تسريحهم من الخدمة، وقرارات التسريح التي تصدر بين الحين والآخر تستفيد منها فئات محدودة جداً لمجندين مضى على خدمتهم سنوات طوال.
أطلق أولئك المجندون وأسرهم العديد من الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بتسريحهم، فيما نشأت العديد من الصفحات الناطقة والمهتمة بتسريحهم وبشؤونهم.
أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام، في 18 نوفمبر الفائت، أمرين إداريين يقضيان بإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط الاحتياطيين، وصف الضباط والأفراد الاحتياطيين اعتباراً من 1-2-2021، للضباط المحتفظ بهم والملتحقين بالخدمة الاحتياطين ممن بلغت خدمتهم الاحتياطية سنتين فأكثر حتى تاريخ 1-1-2021، وصف الضباط والأفراد (المحتفظ بهم والملتحقين بالخدمة الاحتياطية) ممن بلغت خدمتهم الاحتياطية الفعلية لا أقل من سبع سنوات ونصف حتى التاريخ ذاته.
يعاني عناصر قوات النظام من تقتير الطعام وسوء المعاملة وتلقي رواتب لاتتناسب مع غلاء أجور التنقل والمعيشة، علاوة عن غياب شبكة الاتصال المحمول وشح الكهرباء والماء وحجب حقوقهم.
الجدير بالذكر أن قيادة الجيش التابعة للنظام تمنح سندات التأجيل للكثيرين مقابل رشاوي في مؤسسة ينخرها الفساد المالي والأخلاقي.
مابين مطرقة البقاء في صفوف قوات النظام، وسط ظروف قاسية، وبين سندان الفرار والملاحقة من قبله، يبقى مصير الآلاف من قوات النظام مجهولاً الى ما لانهاية.
تقرير خبري /صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع