بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
اصطدمت سفينة شحن صينية تدعى كريستال مع ناقلة نفط إيرانية تدعى سانتشى فى المياه الساحلية حول ميناء شانغهاي بالصين، الامر الذي اصبح عنوان الصحف في الايام العشرة الماضية في الكثير من وسائل الاعلام وبخاصة وسائل الاعلام الإيرانية.
وبصرف النظر عن الأنباء، فإن الاصطدام بين السفينتين ترك الكثير من الغموض بالنسبة للأسر والناجين من ضحايا هذه الحادثة المؤسفة؛ ومن وجه نظر تقنية وتجريبية على حد سواء.
مماطلة وتأخير نظام الملالي فى إنقاذ حياة بحارة الناقلة أدت الي حياة 30 ايراني في هذه البحارة ونظرا لأعمال التعتيم والتناقضات المستمرة للنظام حول هذا الحادث المأساوي، فإن تحقيقا مستقلا ومحايدا من قبل هيئات دولية معنية ومستقلة حول ناقلة سانجي ووفاة بحارتها أمر ضروري. وعلى وجه الخصوص، أثار تغيير اسم السفينة خمس مرات على مدى 10 سنوات واستبدال علمها وتسجيل اسمها في بنما، هالة من الغموض بشأن خطط وأهداف النظام الإيراني في هذا الصدد“.
وفي هذا المجال وعد حسن قشقاوى نائب وزير خارجية النظام فى اليوم الثانى من الحادث حيث قال بان ” ناقلة إطفاء كبيرة ستصل إلى مكان الحادث بعد ساعة من أجل إخماد الحريق (وكالة أنباء فارس، 7 يناير). وبعد ستة أيام، أعلن مسؤولو النظام مرة أخرى أن المجموعة المرسلة من إيران ستصل «قريبا» إلى الموقع“
ولكن ”بعد ثمانية أيام انتقدوا النقص فى التعاون الصينى فى إنقاذ السفينة دون أن يقولوا شيئا عن تقاعسهم، وأكد وزير خارجية النظام فى مكالمة مع وزير الخارجية الصينى «ضرورة الوفاء من قبل جميع الأطراف بالالتزامات في حادث ناقلة النفط الايرانية». وقد أعلن مسؤولو النظام في نهاية المطاف يوم الأحد 14 كانون الثاني / يناير، بعد تسعة أيام من الحادث، بينما غرقت السفينة تماما ولم يكن هناك شك في فقدان البحارة «إيفاد مجموعة من التحقيقات البحرية الإيرانية ومغاوير جيش جمهورية إيران الإسلامية لإنقاذ بحارة ناقلة النفط المحترقة». (وكالة الصحافه الفرنسية -13 يناير)“.
يبقى أن نرى لماذا السلطات المسؤولة في النظام الإيراني لم تستخدم كل قدراتها الحكومية والدولية لإنقاذ حياة عمال ناقلة النفط الإيرانية سانتشي؟
أليس هذا المثال هوأفضل دليل على عدم وجود قيمة للحياة البشرية في بلد ولي الفقية الحاكم؟
ونظرا لسرية وعدم وضوح النظام الإيراني إزاء هذا الحادث الرهيب والمؤسف، فمن الضروري جدا إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة من قبل هيئات دولية ومحايدة ذات الصلة بشأن سفينة سانتشي وضحاياها البحارة.
عائلة البحارة فى ناقلة النفط سانجي (سبيد)
الشعب الإيراني ليس لديه شك في طبيعة النظام الحاكم في إيران المعادية للشعب الإيراني. على مدى 40 عاما، لمس الشعب الإيراني طباع ومزاج هذا النظام الفاسد والمعادي للشعب الإيراني بشحمه ولحمه وهم يدركون طبيعة هذا النظام بشكل جيد.
وبالمثل، فإن شعب طهران المروع اثناء احتراق وانهيار مبنى بلاسكو في 19 يناير عام 2017 قد شهد تقاعس نظام الملالي عن انقاذ الأبرياء الذي فقدوا حياتهم ولم تصل صرخاتهم الى اي مكان، وبالمثل أيضا في الزلزال الأخير في محافظة كرمنشاه في غرب إيران والذي أدى الى تشريد آلاف الأسر في برد الشتاء القارس وفي الصحراء والقيافي، ولم يصل صراخهم إلى أي مكان.
ولهذا السبب، هذه هي الطبيعة المعادية للإنسانية لنظام الشر وولاية الفقيه، والذي اتحد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من اجل الإطاحة بهذا النظام بأسره واستبداله بنظام شعبي.
لقد قرر الشعب الإيراني إسقاط هذا النظام برمته واستبداله بحكومة ديمقراطية بدلا عنه. الآن كل أسباب الإطاحة بنظام حكم الفقيه متوفرة. ومن المناسب أن تعترف جميع الحكومات والدول، ولا سيما الدول العربية، بالمقاومة الإيرانية بشكل رسمي، وأن توفرالوسائل والطرق كافة للإطاحة بالنظام الاستبدادي في إيران.