من بريد القراء ..
لا شك أن المعركة التي أطلقها الثوار للسيطرة على إدارة المركبات كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير حيث أن المعركة اقتربت من تحقيق أهدافها بعد محاصرتها إدارة المركبات و مبنى المحافظة و سيطرة على عدة أحياء من مدينة حرستا كما أنها كبدت النظام خسائر كبيرة بالأرواح و العتاد وقد حظيت هذه المعركة اهتماما بالغا لدى السوريين حيث أنها أظهرت مدى عجز النظام فيي القضاء على الثورة وأصابت الموالين للنظام بإحباط كبير وخاصة بعد ورود أنباء عن وجود وزير الدفاع السوري فهد الفريج و ضباط رفيعي المستوى داخل المباني المحاصرة في إدارة المركبات وعزز هذه الأنباء قرار عزل وزير الدفاع من منصبه وتعيين العماد علي أيوب مكانه و قد تراشقت الاتهامات التقاعس و الخيانة بين قوات الجيش و الميليشيات التابعة له و لو نظرنا بإمعان إلى النتائج التي سوف تحققها المعركة في حال نجحت في تحقيق أهدافها لرأينا أنها بالغت الأهمية حيث أنها أبعدت شبح تقسيم الغوطة الشرقية وأعطت أملأ للمحاصرين في استمرار الثورة كما أنها ستزيد بنسبة لا بئس بها من مساحة الأراضي الزراعية لأن موقع إدارة المركبات كاشف لمساحة كبيرة من الغوطة الشرقية حيث كان النظام يستهدف المدنيين من مواقعه في إدارة المركبات ويمنعهم من استغلال هذه الأراضي كما أن السيطرة على إدارة المركبات تخفف من حدة القصف على الغوطة الشرقية أما ميدانيا ففي حال نجحت المعركة في تحقيق أهدافها في السيطرة على إدارة المركبات ومبنى المحافظة سيكون لها أثر كبير في معركة تحرير العاصمة دمشق مستقبلا حيث أنها ستقطع الطريق الدولي كما أنها ستعيد الثوار بسهولة إلى الأحياء التي خسروها في معارك مع النظام لوجود حاضنة شعبية فيها كحيي برزة والقابون كما أن الثوار قد قاموا بتأمين ظهورهم في حال أطلقوا معركة باتجاه العاصمة دمشق أما نتائج المعركة على الصعيد السياسي إفشال مخطط النظام و روسيا في الانفراد بكل جبهة على حدة عن طريق اتفاقيات خفض التوتر كما أنها تعطي المعارضة ورقة ضغط في عملية المفاوضات كما أنها توجه ضربة قوية لمؤتمر سوتشي التي تحاول روسيا من خلاله جر المعارضة إلى التوقيع على صك الاستسلام .
بقلم غازي محمد نور حميدي