مدينة حلب.. التحفة المعمارية تنهار

قـــــراءة فـــي الــصحــف
قالت صحيفة الــ “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير لها، إن المدينة الجميلة والتحفة المعمارية مدينة حلب السورية، والتي استولى عليها الثوار عام 2012 عندما اندلعت الثورة السورية، تحولت إلى دمار وخراب، وهي الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة، لتسقط في أيدي النظام السوري، وحلفائه من الميليشيات الشيعية.
وأضافت الصحيفة: عُقد اتفاق دبلوماسي في اللحظات الأخيرة يقضي بإخراج المدنيين الأبرياء الذين يخشون الاعتقال على أيدي قوات النظام إلى شمال مدينة حلب السورية أو إلى محافظة إدلب، لكن الصحيفة استدركت بالقول، إن الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا ورسيا مشكوك فيه، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين كبار.
ونقلت عنهم القول: إن الاتفاق لن ينفّذ بشكل كامل على كل حال، لقد عقدنا اتفاقات كثيرة مع النظام ومع روسيا، لكن ببساطة لا ينفذون ما يقولون، بل على العكس يكسرون كل الاتفاقات وينتهكونها.
وأضافت الصحيفة: لقد حذرت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان من أنه إذا لم تمضِ عملية الإخلاء قدماً، يمكن لكابوس مروّع أن يظهر، ووصف ينس ليكر المتحدث الإنساني التابع للأمم المتحدة، السيناريو في مدينة حلب السورية بـ”الانهيار الكامل للبشرية”.
وزادت الصحيفة نقلاً عن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن هناك أسماء لـ 82 مدنياً قُتلوا في عمليات الإعدام في اثنين من أحياء مدينة حلب السورية المحاصرة. ووفقاً لروبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فإنه توجد تقارير تتحدث عن أن جنوداً سوريين وحلفاءهم من الميليشيات الشيعية العراقية دخلوا البيوت وقتلوا الناس “على الفور”، في عملية إعدام جماعية، وكان من بينهم 11 امرأة و13 طفلاً.
وأضافت الصحيفة: المخاطر الحقيقية هي الخشية من شلال دماء للمحاصرين المتبقين داخل الأحياء الضيقة
وتساءلت: هل يعني سقوط مدينة حلب السورية نهاية الثورة؟ بالطبع لا؛ فالثوار يسيطرون على أراضٍ واسعة غرب وشرق سوريا، وفي الجنوب، وفي أرياف مدينة حلب السورية، كما أن الأكراد يحتفظون بأراضٍ واسعة، ولن يسلّموها للأسد الذي يريد استرجاعها، كما أن تنظيم “الدولة” وعملية درع الفرات استقطعت أراضي كبيرة من أيدي النظام.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن هناك أمرين مهمين: “هما أن الأسد لن يستطيع استرجاع الأراضي التي تسيطر عليها الفصائل المختلفة، كما أن سياسة الأرض المحروقة ستجلب مزيداً من المتطرفين “.
وقال عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وليندسي غراهام واللذين لطالما دعوَا إلى سياسة أمريكية أكثر حزماً تجاه سوريا، إن مدينة حلب السورية ستسجّل في التاريخ باعتبارها واحدة من إخفاقات المجتمع الدولي الكبيرة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان.
وأضافا أن “اسم مدينة حلب السورية سيكون له صدى عبر التاريخ مثل سربرنيتشا ورواندا، كشاهد على الفشل الأخلاقي والعار الأبدي للمجتمع الدولي”، في إشارة إلى العجز عن وقف الجرائم المروعة المرتكبة هناك على أيدي النظام السوري وميليشياته الشيعية وروسيا.
بدورها نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، مجموعة صور تظهر أشهر معالم مدينة حلب السورية مثل الجامع الأموي، وفندق الكارلتون وقلعة حلب قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، والاختلافات التي أحدثتها الاشتباكات الدائرة بين النظام السوري والمعارضة المسلحة.
وتعدّ “حلب” من أقدم المدن في العالم، وهي من أكبر المدن السورية، وتسمى “العاصمة الثانية”، بعد دمشق، وأطلق عليها معارضون “عاصمة الثورة” نظرًا لسيطرة مسلحي المعارضة على أجزاء منها خلال السنوات الماضية، وكانت تعتبر نقطة انطلاق لشن عمليات على العاصمة الرسمية دمشق، وتقع “حلب” في أقصى الشمال الغربي من الهضبة السورية الداخلية ويخترقها نهر صغير هو نهر قويق.
ويعود تاريخ “حلب” إلى القرن العشرين قبل الميلاد، عندما نشأت فيها مملكة عمورية عرفت باسم يمحاض، وكان لها علاقات ودية مع مملكة ماري وقطنا وكركميش.. وفي نهاية القرن السابع عشر قبل الميلاد دمر الملك الحثي “مرشيل” حلب عند استيلائه على شمال سوريا.
المركز الصحفي السوري _ صحف

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist