دخلت السياسة على خط شغب الملاعب الفرنسية التي تحتضن بطولة أمم أوروبا تحت اسم (يورو 2016) التي تحظى بإقبال كبير من المشاهدين الذين هالهم مستوى العنف الذي تحول إلى معركة بين المشجعين الروس والإنجليز الذين يُعرفون خصوصاً بإثارة المشكلات أينما حلوا، إذ يسبق التحذير منهم قبل كل بطولة تقام في أوروبا أو حول العالم، وذلك بسبب الفوضى التي يخلقونها داخل الملعب وخارجه.
فقد احتدّ السياسيون الروس على نظرائهم الفرنسيين بعد أن اقتادت الشرطة في مدينة ليل الفرنسية عشرات من مشجعي المنتخب الروسي بسبب الصدامات الدامية مع المشجعين الإنجليز، وهو أمر استفز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ما جعله يندد بـ”التمييز” الذي وجده مشجعو بلاده، وانتهاك فرنسا لاتفاقية فيينا الدبلوماسية، وأعلنت وزارته استدعاء سفير باريس في موسكو احتجاجاً على تصرفات السلطات في بلاده بحق المشجعين، وأخطرته بأن من شأن تأجيج المشاعر المناوئة للروس أن يضر بالعلاقات بين البلدين.
وفي واقع الأمر فإن الشغب في الملاعب الأوروبية لاسيما في البطولات على مستوى المنتخبات يعد أمراً معتاداً، إلا أن حدة الاشتباكات الأخيرة ومستوى العنف الذي ظهر بين الجانبين، يكشفان عن حالة احتقان واضحة أفرزتها حالة التوتر السياسي بين الاتحاد الأوروبي وروسيا على خلفية أزمة أوكرانيا التي بسببها يفرض الاتحاد عقوبات اقتصادية على موسكو.
وما يدلل على ارتفاع الشعور العدائي تجاه روسيا في أوروبا قيام المشجعين الإنجليز بتوجيه الشتائم للرموز الروسية، ووضع العلم الروسي تحت الأقدام في مشهد استفزازي، وكلها ممارسات ما كانت لتحدث لولا أن الأجواء كانت مهيأة في الأساس لحدوث مثل هذا العراك.
وكالات إعلامية عدة أشارت إلى أن المشجعين الروس رأوا أنفسهم جنوداً في معركة الكرملين الجيوسياسية.. البروفيسور سيرجي ميدفيدف تحدث لوكالة رويترز واصفاً عقلية المشجع الروسي، بقوله: لن نفوز بالبطولة، لكن دعونا نترك بصمة شجاعة يتحدث عنها العالم.
لطالما أطاح شغب جماهير الملاعب بأقنعة السياسة، وعبر عن الواقع الفعلي للمناخ السياسي المحلي أو الدولي الذي يعجز السياسيون بحساباتهم المعقدة عن أن يعبروا عنه، لذا يتولى الغوغاء معالجته على طريقتهم.
المركز الصحفي السوري- فادي أبو الجود