بعد اندلاع الثورة السورية، عمد نظام الأسد منذ البداية لإخماد روح الثورة وقهر إرادة الشعب المتعطش للحرية، حيث ارتكب آل الأسد أبشع المجازر منذ استلاهم الحكم، وبشار المتسلق إلى السلطة بعد حافظ الذي اتبع إثارة الطائفية كحال أبيه وسياسة القمع والاستبداد.
لعل الجدير بالذكر أولاً مجازر حافظ الأسد بحق شعبه وصولاً لجرائم بشار الآن من غير أي عقاب من قبل دول العالم التي هي على دراية تامة بما جرى ويجري وأبقتهم لوقتنا الحالي، وبما أن اليوم هو يوم المرأة العالمي، سنعود لمجزرة تدمر النسائية تعريفاً بمعاناة وصمود المرأة السورية تجاه ظلم عائلة الأسد حتى الآن، هذه المجزرة فريدة بين المجازر التي ارتكبها الطغاة عبر التاريخ ففي 19/12/1980 حفرت (بلدوزرات) نظام أسد أخدوداً كبيراً، استاقت إليه مئة وعشرين امرأة، كانت سلطات الأسد قد اعتقلتهن كرهائن من أمهات الملاحقين وأخواتهم، وأودعتهن في سجن تدمر الصحرواي، ثم أطلقت عليهن النار، وهنّ على حافة الأخدود، فوقعن فيه مضرجات بدمائهن، ثم أهالت التراب عليهن، وبعضهن يعلو أنينهن، إذ لم يفارقن الحياة بعد.
هذا غير مجزرة سوق الأحد بحلب بتاريخ 13/7/1980، هاجمت عشرون سيارة عسكرية محملة بالعناصر (سوق الأحد) المزدحم بالناس الفقراء البسطاء من عمال وفلاحين ونساء وأطفال، يؤمنون هذا السوق الشعبي الواقع في منطقة شعبية في مدينة حلب، من أجل ابتياع ما يحتاجون إليه من الباعة المتجولين على عرباتهم وبسطاتهم، وأخذت تلك العناصر المسلحة تطلق النار عشوائياً على الناس، فسقط منهم /192/ مئة واثنان وتسعون قتيلاً وجريحاً، فضلاً عن عشرات المجازر التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشعب السوري.
سعى حافظ الأسد بعد أن استلم حكم سوريا من خلال انقلاب عسكري إلى التخلص من كافة الطوائف التي لها مناصب في الحكم حتى الشخصيات المنافسة له من طائفته قضى عليها بعد أن كانت اللجنة العسكرية هي من ساعدته على ذلك بعد أن صفت الطائفة السنة فالمسيحيون تلاها الدروز، الإسماعيليون، ثم اختزل الطائفة العلوية كلها بأسرته فقط واستغل الطائفة العلوية من أجل استمرارية حكمه وسيطرته على البلاد، لهذا ما يفعله بشار الأسد من جرائم حرب يندى لها جبين البشرية ولكن ليس حكام البشرية أمر طبيعي لأنه ورث آلة الدمار وسفك دماء الشعب من والده حافظ، بل واستمر بإشاعة النزاعات الطائفية ليخدم مصالحه ويحافظ على حكم سوريا للأبد موثقاً هذا الكلام مؤيديه بشعارهم ” الأسد أو نحرق البلد”.
كما استمرت مجازر آل الأسد وتزايد عنفها خلال 50 سنة من حكمهم لسوريا، صمد الشعب السوري بوجهها وتحلى بالثبات وقوي جبروته عليهم، مصراً على نيل حريته بدمائه الطاهرة، بعيداً عن أكاذيب الغرب التي تقول بالظاهر شيئ وتدعم قاتلهم بالباطن سواء كان دعماً لوجستياً أو عسكرياً.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن