في الوقت الذي تهتم فيه وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة” ريمة القادري”، وتقيم حفلة تكريم لأمهات 60 شهيدا كانوا يقاتلوا على جبهات النظام، يقوم طيران النظام بقصف أحياء ومدن آمنة ليوقع قتلى من الأمهات غير مبالي بهم ولا حتى بأبنائهم، كان الحفل تحت شعار ” سورية أم الشهداء”، وقدم بنك سورية الدولي الإسلامي والجمعية الوطنية الاجتماعية هدايا بمناسبة عيد الأم.
قبل أشهر من مجزرة قام بها الطيران الروسي، انتشر مقطع فيديو عن أم تبكي على جثة ولدها راجية إياه أن يستيقظ، أين وزيرة الشؤون الاجتماعية منهن، لتكون واحدة من بين الكثير من الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن بسبب طيران النظام.
ففي حصيلة أصدرتها شبكة حقوق الإنسان، حول حصيلة الضحايا النساء على يد الأطراف الرئيسية، لتكون قوات النظام بالطليعة حيث قتلت خلال الثورة السورية حتى هذه اللحظة حوالي 19427 ألف امرأة، في حين قتلت الفصائل الثورية حوالي 700 امرأة، وجهات لم يتم تحديدها بالنسبة للشبكة حوالي 300 امرأة، ليحتل تنظيم الدولة المرتبة الرابعة حيث قتل على يديه حوالي 300 امرأة، ولم تسلم المرأة السورية من قصف التحالف لتوقع حوالي 82 امرأة، وتقتل جبهة النصرة حوالي 60 امرأة، وقوات الإدارة الذاتية الكردية حوالي 44امرأة.
عيد الأم الموافق 21 من شهر آذار يحتفل به عالميا، يقدم فيه الأبناء هدايا تعبيرا عن حبهم ووفائهم لأمهاتهم، فمن يقدم لأم المعتقل، فقد ناشدت أمهات حي الوعر النظام في إتمام شروط الهدنة وإخراج أبنائهن، ليكون الرد عليهم بحصار مطبق وقطع جميع وسائل الحياة عنهن ليحكموا عليهن بالموت.
فإن المرأة السورية استطاعت رغم قتل النظام لزوجها ومنهن من قتل النظام أبناءها إخوتها، كل هذا لم يكسر من عزيمتها وإصرارها في الوقوف رغم كل الصعاب وإكمال طريق الحياة وتأمين لما تبقى لها من الأبناء لقمة العيش ولو كانت قليلة.
“لأجلهم أعيش” هكذا قالت نسرين ذات 30 عام بعد أن اعتقل النظام زوجها، وقتله وترك لها أربعة من الأبناء لتعمل مستخدمة في إحدى المدارس لتأمين لقمة العيش لأطفالها، تقول:” لم أستسلم يوما مع عملي أحاول متابعة دراستي”، فلا تعرف المرأة السورية الاستسلام لنظام ظلمها.
أثبت نفسها المرأة السورية خلال سنوات الثورة الخمس، فقد ساعدت الرجل في جميع المحافل من أول لحظة خرجت الثورة وحتى هذه اللحظة فكل الحب والتقدير والعرفان لها، فهي نصف المجتمع ومربية النصف الآخر.
المركز الصحفي السوري ـ محمد المحمود