كيس غذاء لكل عائلة… وغارات على شرق حلب

استهدفت غارات مكثفة من الطيران الروسي والسوري محافظة ادلب في شمال غربي سورية والأحياء الشرقية المحاصرة في حلب حيث شارفت المساعدات الإنسانية القليلة المتبقية على النفاد. وجرى توزيع كيس غذاء واحد على كل عائلة يكفي اسبوعاً بدلاً من صندوقين يكفيان لشهر في ظل حصار مستمر منذ اربعة اشهر على ربع مليون شخص في هذه الأحياء. وأكد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي لـ «الحياة» العزم على «مواصلة الضغط بمختلف الوسائل الديبلوماسية» على الحكومة السورية بما في ذلك «دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة الى مناقشة المساءلة والمحاسبة» على شتى التجاوزات مع «الاحتفاظ بحق طرح كل البدائل على الطاولة» بما في ذلك التحرك في الجمعية العامة تحت عنوان «الاتحاد من أجل السلام» في حال توافقت الدول على ان «مجلس الأمن أخفق» في تنفيذ مسؤولياته.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين اكد «ضرورة الاستفادة من الخبرة القتالية التي اكتسبها العسكريون الروس في سورية، والاعتماد عليها لدى إعداد الجيش وتطوير أسلحة جديدة». وأضاف خلال لقائه قيادات وزارة الدفاع في المقر الرئاسي في منتجع سوتشي: «يجب العمل بمثابرة من أجل الإفادة من الخبرة، التي اكتسبناها خلال الأعمال القتالية ضد الإرهابيين الدوليين في سورية لدى إجراء التدريبات والاختبارات المفاجئة للقوات، كما يجب أن يأخذ المصممون والمهندسون في قطاع الإنتاج الحربي هذه الخبرة في الاعتبار لدى تطوير أنواع واعدة من الأسلحة».

وبثت قناة «روسيا اليوم»أن طائرات «سوخوي – 33» واصلت الإقلاع من حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنتسوف في البحر المتوسط لقصف ادلب وحمص التي تعرضت ايضاً لصواريخ كروز اطلقت من المتوسط. لكن الكرملين نفى ان يكون القصف استهدف حلب التي تكفلت بقصفها القوات النظامية السورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «الطائرات الحربية الروسية تستهدف منذ ليل الثلثاء – الأربعاء مناطق عدة في محافظة ادلب، في وقت تواصل قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي للأحياء الشرقية في مدينة حلب».
وارتفعت حصيلة قتلى القصف على الأحياء الشرقية الأربعاء الى «19 مدنياً بينهم خمسة اطفال». وبلغت بالنتيجة حصيلة قتلى القصف منذ استئنافه الثلثاء «27 مدنياً بينهم عشرة اطفال».
ويأتي تجدد القصف الجوي على حلب بعد ايام على استعادة القوات النظامية المناطق التي خسرتها عند اطراف حلب الغربية، بعد اسبوعين على هجوم شنته فصائل معارضة وإسلامية لفك حصار مستمر منذ اربعة اشهر على الأحياء الشرقية.
وأكد برنامج الغذاء العالمي لوكالة «فرانس برس» انه قام بآخر عملية توزيع مساعدات في الأحياء الشرقية الأحد. وكانت الأمم المتحدة اعلنت الخميس ان الحصص الغذائية الباقية في شرق حلب ستنفد الأسبوع الجاري. كما وزعت منظمة اغاثية في مدينة حلب الثلثاء آخر المساعدات المتوافرة. وقال مدير مؤسسة «الشام» الإنسانية في شرق حلب عمار قدح وهو يقف امام مخزن فارغ في حي المعادي «فرغت مستودعاتنا ولم يعد بإمكاننا التوزيع».
ويتضمن كيس الإغاثة الموزع كيلوغرامين من الرز وكيلوغرامين من العدس وكيلوغرامين من السكر بالإضافة الى ليترين من الزيت النباتي وبعض المعلبات التي بالكاد تكفي عائلة من خمسة اشخاص لمدة اسبوع.
وسارعت واشنطن الى التنديد بالتصعيد العسكري الجديد في سورية. واعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو «الأعمال التي تقوم بها روسيا والجيش النظامي غير مقبولة»، مشددة على «اننا ما زلنا نعتقد بأن الطريق الوحيد للمضي قدماً هو التوصل الى تسوية سياسية».
في نيويورك، تحدث المعلمي عن نتيجة التصويت على القرار في شأن حقوق الإنسان في سورية الذي حصل على دعم 116 دولة ومعارضة 15 دولة وامتناع 49 عن التصويت. وقال انها «نتيجة كبيرة تعبر عن نفسها وهي أعلى نسبة دعم بين القرارات» التي صدرت من اللجنة الثالثة للجمعية العامة.
وقال: «كل فقرات القرار كانت مهمة لأن كل واحدة كانت تدعو الى «رفع الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية من دون عواق وإلى إيقاف الغارات الجوية». وتضمن القرار 46 فقرة عامة شملت الإدانة والمساءلة والمحاسبة على انتهاكات لحقوق الإنسان في سورية على أيادي الحكومة ومَن يدعمها من ميليشيات وكذلك على أيادي «داعش» و «جبهة النصرة».
وأعرب عن دعم حكومته «لأي جهد يدعو الى تحريك قضية الشعب السوري» في الجمعية العامة وفي المجلس. وعلّق على التحرك الذي تقوم به مصر ونيوزيلاند في المجلس الذي يسعى إلى التقريب بين مشروعي قرارين سقطا قبل أسبوعين، أحدهما فرنسي – إسباني سقط بموجب فيتو روسي والآخر مشروع قرار روسي لم يحصل على الأصوات التسعة اللازمة لتبنيه.
وقال المعلمي: «نحن لا نعرف تفاصيل» مشروع القرار الذي تعده مصر ونيوزيلاند و «نحن نؤيد التحرك إذا نتج منه قرار يوقف الغارات والدمار ويحقق وقف النار ويدعو الى استمرار عملية التفاوض وفق المرجعيات الدولية».
وفي ما يتعلق بـ «الجديد» في موقف السعودية من القرار الذي صدر من اللجنة الثالثة حول حقوق الإنسان في إيران، قال المعلمي «الجديد هو تصويتنا لمصلحة القرار» علماً أن السنة الماضية امتنعت السعودية عن التصويت على القرار.
وقال: «هناك سببان» وراء دعم القرار هما «أولاً، اننا كنا غير راضين على فقرات اعتبرنا ان فيها مساساً بالشريعة الإسلامية. وتم حذف تلك الفقرات بسبب ضغوط سعودية» وأكد «كان تأييدنا للقرار مشروطاً بتحفظ ينص على ان هذا التأييد لا يشمل أي فقرة تُفسّر بأنها مخالفة للشريعة الإسلامية» على نسق «الحق بتطبيق عقوبة الإعدام وفق المواثيق الدولية».
والسبب الثاني «هو حجم المعاناة الإنسانية للشعب الإيراني الشقيق وحجم الانتهاك لحقوق الإنسان، بصفة خاصة ما يواجهه المسلمون السُنَّة في ايران وعلى وجه الخصوص ما يعانيه عرب الأهواز من اضطهاد مزدوج طائفي وعرقي».

الحياة اللندنية

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist