الرصد السياسي اليوم السبت (28 / 11 / 2015)
يعتقد مراقبون لمسار الحرب في سوريا أن شيئا ما تغير في الأسابيع الماضية وتحديدا في توزع موازين القوى على الجبهات المختلفة.
فمن جهة تركزت الهجمات الأخيرة وضربات سلاح الجو الروسي على مناطق غرب البلاد وتحديدا بريف اللاذقية حيث لا وجود يذكر لتنظيم الدولة لكنها مناطق تشكل عاملا حاسما لبقاء الأسد.
كما يحاول جيش النظام وحلفاؤه انتزاع السيطرة على الطريق السريع الواصل بين دمشق وحلب.
وبحسب مصدر عسكري في جيش النظام فإن نتائج الهجمات حتى الآن اشتملت على تدمير هياكل للقيادة والتحكم وسبل إمداد للمعارضة المسلحة.
لكن في المقابل وفي مناطق أخرى تميل الدفعة لصالح خصوم الأسد حيث يعتقد أن المعارضة السورية المسلحة تلقت دعماً عسكريا أجنبيا جديدا، وتم تزويدهم بصواريخ تاو الأميركية الصنع المضادة للدبابات والتي ساعدتهم على درء هجمات في بعض المناطق وتحديدا بريف حماة بحسب ما اعترف مسؤولون عسكريون في جيش النظام أثناء تصريحات لرويترز.
كما ظهر مقاتلو المعارضة وهم يستخدمون واحدا من تلك الصواريخ لتدمير مروحية روسية هبطت على الأرض في مهمة إنقاذ للطيار الروسي الذي أسقطت طيارته قرب الحدود التركية.
فرنسا تتراجع عن إمكانية التعاون مع قوات الأسد
اضطر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء الجمعة 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 إلى التراجع بعد أن قال في وقت سابق من اليوم إنه يمكن الاستعانة بالقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في محاربة تنظيم الدولة قبل حدوث انتقال سياسي في البلاد.
وقال فابيوس في بيان “من الواضح أن تعاون كل القوات السورية ومنها الجيش السوري في قتال تنظيم الدولة أمر مرحب به لكنني قلت دوماً إنه لن يكون ممكناً إلا في إطار انتقال سياسي.”
وقال فابيوس أحد أشد منتقدي الأسد لراديو آر.تي.إل في وقت سابق اليوم الجمعة إن القوات على الأرض التي ستحارب تنظيم الدولة لا يمكن أن تكون فرنسية لكن من الممكن “أن يكون هناك جنود سوريون من الجيش السوري الحر ومن دول عربية سنية.. ومن قوات النظام.. ولم لا؟”
وقال مسؤولون مقربون من فابيوس في محاولة لتوضيح تصريحاته إن التعاون لا يمكن أن يحدث إلا حينما يتم التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ليس فيها الأسد.
ولكن سرعان ما انتشرت التصريحات الأولية للوزير التي اعتبرت خروجاً واضحاً عن الموقف الغربي القائل بأنه يجب أن يتنحى الزعيم السوري.
وجاءت التصريحات أيضاً بعد أن قابل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند حليف الأسد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس في إطار سعيه لإقامة تحالف كبير لقتال الدولة الإسلامية.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم رحب أيضاً بتحفظ بتصريحات فابيوس التي أدلى بها في بادئ الأمر قائلاً في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو “إنها جاءت متأخرة لكنها أفضل من ألا تأتي أبداً.”
مصادر تركية: لقاء محتمل بين أردوغان وبوتين على هامش قمة المناخ
قالت مصادر في الرئاسة التركية إنه من المحتمل عقد لقاء ثنائي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة التغير المناخي، التي ستعقد في باريس نهاية الشهر الجاري.
وأشارت المصادر للأناضول، أنه لا يوجد حاليا أي اتفاق على اللقاء في ساعة محددة.
وكانت مصادر في الرئاسة التركية، قالت إن أردوغان طلب الحديث مع بوتين هاتفيا، يوم إسقاط الطائرة الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي، إلا أنه لم يتلقَ ردا من الكرملين على طلبه، وأكد المتحدث باسم الرئيس الروسي، اليوم، إن أردوغان حاول الاتصال ببوتين، بعد 7 أو 8 ثمان ساعات من إسقاط الطائرة.
ومن المزمع أن يشارك الرئيسان أردوغان وبوتين، في قمة التغير المناخي التي تستضيفها باريس في 30 نوفمبر/ تشرين ثاني الحالي.
أنقرة تنفي تعليق ضرباتها الجوية في سوريا
نفى مسؤول تركي، اليوم الجمعة، الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام حول تعليق أنقرة ضرباتها الجوية ضد تنظيم الدولة في سوريا.
وقال المسؤول لوكالة “فرانس برس”: “في الوقت الحالي، تركيا ما زالت ملتزمة بشكل كامل بمواجهة تنظيم الدولة كجزء من الائتلاف الدولي” نافيًا تعليق الضربات الجوية، مضيفًا “سياستنا لم تتغير، لذا فالتصريحات غير دقيقة”.
وأكد المسؤول التركي أن “مشاركة تركيا في الضربات الجوية للائتلاف نحددها نحن وحلفاؤنا فقط، بناء على تقييم مشترك للتطورات العسكرية الميدانية والحاجات اللوجستية”.
وكانت صحيفة “حرييت” التركية المعارضة ذكرت أن تركيا، المشاركة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، علَّقت غاراتها الجوية ضد تنظيم “الدولة” في سوريا مؤقتًا؛ لتجنُّب مزيد من الأزمات.
الائتلاف: قصف الطيران الروسي لقوافل الإغاثة عمل إرهابي
أكد الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية محمد يحيى مكتبي أن تكرار قصف الطيران الحربي الروسي للقوافل الإغاثية هو عمل إرهابي يتنافى مع موقع روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن.
وأشار مكتبي في تصريح نُشر، اليوم السبت، على موقع الائتلاف الالكتروني إلى أن السلوك الروسي هو عدوان محض لا يستهدف إلا المدنيين والأبرياء وقوافل الإغاثة، كما أنه يستهدف الجيش السوري الحرّ ليفسح المجال أمام تنظيم الدولة بالتقدم البري وهذا ما ينسف إدعاءها بمحاربة الإرهاب.
من جهته، لفت عضو الائتلاف الوطني حواس خليل إلى أن المتابع للعدوان الروسي في سورية يدرك أن روسيا ذراع عدواني لنظام الأسد وتسعى لقمع ثورة الشعب السوري التي عجز عن قمعها كل من الأسد وإيران والمليشيات الطائفية التابعة لهما.
وطالب خليل مجلس الأمن بإدانة ممارسات روسيا والضغط عليها لوقف عدوانها على الأطفال والنساء، ومؤخرا على قوافل الإغاثة التي تحوي حليب الأطفال وأدوية المرضى وغذاء المحاصرين.
المركز الصحفي السوري – ريم احمد.