قالت صحيفة غارديان إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ذهب أبعد من ذي قبل في التغاضي عن اليمين العنصري، ويجب أن يدفع الثمن في الداخل والخارج.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في مؤتمره الصحفي “الغاضب وغير المهذب” ليلة الثلاثاء, تجاوز عمدا وبطريقة صادمة الخط الذي يفصل المقبول عن غير المقبول في سلوك زعيم منتخب ديمقراطيا في مجتمع متعدد الأعراق، وأنه يجب الآن أن يواجه عواقب هذا القرار المهم الذي لا مبرر له.
وقالت إن هذه العواقب يجب أن تشمل الطريقة التي يدير بها قادة الدول الأوروبية المتعددة الأعراق -بما فيها بريطانيا– تعاملاتهم مع الرئيس الأميركي من الآن فصاعدا.
وذكرت الصحيفة أن ترمب لم يعد فقط التأكيد على وجهة نظره بأن المتطرفين البيض وخصومهم في اشتباكات مدينة شارلوتسفيل كانوا متكافئين أخلاقيا، بل ذهب أبعد من ذلك عندما قال إن هناك أشخاصا طيبين من الطرفين، وبالتالي فإن ذلك يعطي ضمنا موافقة رئاسية -ولو جزئية- على مسيرة اليمين المتطرف التي كان يستعرض فيها الصليب المعقوف والتحيات النازية والهتافات المعادية للسامية.
كما أنه خرج عن مساره وانحاز إلى العنصريين البيض ضد إزالة تمثال الجنرال الكونفدرالي “روبرت إي لي”، السبب الظاهري للاشتباكات التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن هذا يمكن أن يؤدي لعمل مماثل ضد نصب تذكارية للرئيسين السابقين جورج واشنطن وتوماس جيفرسون، بما أنهما كانا يمتلكان عبيدا.
وأضافت الصحيفة أن سلوك ترمب المشاكس والنرجسي قد أوضح أنه أكثر غضبا بنقد الصحافة الأميركية من غضبه على العنصريين والنازيين الجدد في أميركا، ومن الواضح أنه لا يمكن أن يساعد نفسه، ولكن هذا ليس عذرا.
واعتبرت الغارديان أن هذه اللحظة هي التي تحتاج فيها أميركا والعالم إلى إظهار الوضوح الأخلاقي الذي يفتقده الرئيس الأميركي بشكل محرج، فليس هناك “العديد من الأطراف” في النزاعات التي تأججت في شارلوتسفيل وحتى الآن، وهناك طريق صحيح وآخر خاطئ.
فالعنصرية والمناداة بتفوق العرق الأبيض والنازية -الجديدة أو القديمة- طريق خاطئ، والقائد الذي لا يستطيع أن يحمل نفسه على التفوّه بهذا بوضوح وبشكل لا لبس فيه، ليس جاهلا فحسب ولكنه فاقد لادعائه السلطة الأخلاقية والكثير من حقه في أن يحظى بالاحترام كقائد؛ وهذا هو المكان الذي وضع فيه ترمب نفسه.
والسؤال الذي يواجه أميركا في أعقاب هذه الأحداث هو كيفية الوصول إلى عام 2020 بقيمها ومؤسساتها وأخلاقها الاجتماعية، سليمة؟ فأميركا لديها الكثير من الموارد التي تظهرها بمظهر أفضل مما يجعلها ترمب تبدو عليه.
وختمت الصحيفة بأن الاختبار الأكثر أهمية هو للجمهوريين المعتدلين، وأن عليهم أن يجدوا الطريق الصحيح للابتعاد عن ترمب قبل الانتخابات المقبلة، وأنهم إذا لم يفعلوا ذلك فسوف يخسرون وعندها سيستحقون الخسارة.
الجزيرة