بعد تقدم الثوار الكبير على جبهة حماة الشمالية والشرقية ظهرت ثغرة كبيرة في المجال الصحي خلال عمليات التحرير متمثلة بعدم وجود نقاط طبية متقدمة ما أجبر سيارات الإسعاف على نقل المصابين لمسافات كبيرة شمالا، بحسب ما وردتنا من أخبار، قام المركز الصحفي السوري بالوقوف على الأسباب والمظاهر.
المشكلة:
انطلق المركز من وجود معاناة في المجال الطبي خلال عميات التحرير، كان أهم مظاهر المعاناة بعدُ النقاط الطبية بين المناطق التي يحررها الثوار والمشافي والنقاط الطبية الموجودة في خان شيخون ومعرة النعمان.
وهناك مطالبة من أبناء صوران والمناطق التي تحررت حديثا بوجود نقاط طبية متقدمة في صوران وطيبة الإمام ومعردس يمكن أن تقدم الخدمات الطبية للجرحى سواء المدنيون نتيجة القصف المكثف على المناطق المحررة أو الثوار في الجبهات.
تحضيرات مديرية صحة حماة الحرة:
طور الاستعداد:
بعد التواصل مع جهات طبية مختصة تمكن المركز الصحفي السوري من كشف اللبس الحاصل إذ أكّد مدير صحة حماة المحررة الدكتور عبدالله درويش في تصريح خاص للمركز الصحفي السوري على أنه من اللحظات الأولى لانطلاق المعركة كان هناك عدد كبير من سيارات الإسعاف بالتزامن مع عدد من الممرضين والمتدربين للعمل على نقل الجرحى المدنيين والعسكرين المشاركين في المعركة”.
طور التطورات:
ومع تقدم المعارك وتحرير قرى ومدن كبيرة فإن”مديرية صحة حماة أعطت التعليمات لإنشاء نقاط طبية متقدمة في حلفايا وصوران والطيبة، مع التركيز على أهمية وجود نقاط طبية متقدمة في كل مرة يتم فيها تحرير قرية أو منطقة وهناك نحو 30 سيارة موضوعة في خدمة هذه المعركة”.
كما أكد أن “كل منطقة يدخلها الثوار ويتم تحريرها تكون الكوادر الطبية مترافقة مع الثوار في اللحظات الأولى ويقومون بإنشاء نقاط طبية متقدمة من مثل صوران وطيبة الإمام وحلفايا إضافة إلى اللطامنة وكفرزيتا والمغارة -التي فيها مشفى تخصصي يسمى مشفى عابدين- والنقاط والمراكز الطبية مزودة كلها بسيارات إسعاف لنقل الجرحى من مواقع الإصابة إلى المشفى أو نقلهم إلى مشاف أكثر تخصصا”.
الصعوبات التي واجهت المديرية:
أشار مدير الصحة إلى أنه ” نظرا لأن أعداد الجرحى كبير جدا فلم تستطع المشافي استيعاب العدد الكبير ونضطر لتحويل قسم من الإصابات إلى مشافي أخرى تتوافر فيها خدمات طبية متقدمة كالعصبية والوعائية وقد تصل الحالة حتى مشافي الحدود الشمالية”.
أما مدير برنامج المشافي والرضوض في إقليم شمال سوريا في منظمة أوسم د.أحمد البيس فقد أشار إلى أنه بوجود عدد من المدن المحررة سريعا وبقاء عدد كبير من السكان لم يتركوا منازلهم وتعرضها للقصف ما أوقع مجازر وإصابات بتر ورضوض شديدة لابد من الاعتراف بوجود ثغرة طبية في هذه الظروف لأسباب عدة:
1- إغلاق قوات النظام قبل خروجها من المنطقة كل المراكز الطبية على اختلاف أنواعها واستهدافها أو حرقها أو سرقتها.
2- نقص كبير في الكوادر الطبية، وقد أرجع البيس هذا النقص إلى أمرين
– قوات النظام أجبرت معظم الكواد الطبية في المشافي التي تحت سيطرتها إلى التراجع معها باتجاه الجنوب أو حماة تحديدا.
– الكواد الطبية التي بقيت لم تبقَ في المنطقة بل نزحت وتركت منازلها إلى مناطق آمنة ما أدى إلى إفراغ المنطقة من أبنائها وكوادرها الطبية.
3- بعد مناطق الاشتباكات عن النقاط الطبية، فأقرب المشافي الموجودة هي المغارة واللطامنة وكفرزيتا التخصصي على نفس المحور غربي مورك 5 كم وتبعد عن صوران 20كم.
4- عدم علم أهالي صوران بوجود نقاط طبية متقدمة أو مشفى ميداني لذلك يتوجه الإسعاف باتجاه مشاف بعيدة خان شيخون وهي لا تحتوي إلا على نقطة طبية متقدمة ومشفى خاص علما أنه لا يستطيع تغطية الجبهة المشتعلة، لكن لا بد من معرفة الأهالي ومنظومة الإسعاف أنه على الموازاة من ذلك هناك 3 مشافي موضوعة في الخدمة مشفى شام الجراحي ومشافي كفرنبل ومشفى عابدين التخصصي بالمغارة إذ يحوي تخصصات عظمية وجراحة أوعية وعامة، .. وأنه يتم الآن تجهيز نقاط طبية في كل من مورك حلفايا وصوران.
5- اتساع المنطقة المحررة في ظرف يومين أو ثلاثة ما قد يخلق ثغرة طبية تستوجب نحو 24 أو 48 ساعة لسدها، وهو أمر اعتيادي يمكن حدوثه.
وللتخفيف من المعاناة:
طالب الدكتور بضرورة بقاء الكوادر الطبية من أبناء المنطقة في المناطق التي تحررت وعدم مغادرتها خوفا من استهداف طيران النظام المنطقة بعد تحريرها بساعات إذ استهدفت قوات النظام صوران بعد تحريرها ب6 ساعات فقط بعدد من الصواريخ والمدفعية والغارات الجوية، “الكواد الطبية من أبناء المنطقة لا بد من أن يكون لهم دور فعال في إقامة نقاط طبية متقدمة أو حتى تشغيل النقاط الطبية مثل المستوصفات والمشافي التي كانت قائمة تحت سيطرة النظام”.
أكد على وجود نقاط طبية متقدمة في صوران، لكن عدم معرفة المنظومة الطبية بتحريرها بأكملها أجبرها إلى التوجه إلى نقاط طبية أبعد.
يمكن أن نشير إلى أن المشكلة تكمن في ضعف التنسيق بين النقاط الطبية ومنظومة الإسعاف والجهات التي تسعف المدنيين في حالات الإصابات الكبيرة هذا كل ما في الأمر، ومن واجب المكاتب الإعلامية زيادة نشاطها الإعلامي ليس على مستوى الجبهات فقط بل على مستوى الخدمي والتنظيمي بين مختلف الجهات ذات الصلة.
المركز الصحفي السوري – علاء العبدالله