بات واضحاً التباين في مواقف النظام السوري والحلفاء، تحديداً حول من صنع النصر، حيث ذكرت روسيا وبلسان “لافروف” النظام السوري بأنها هي من أنقذه من الانهيار أمام معانديه.
بالطبع فإن هذا لا يسر النظام ويزعجه كثيراً، كون حديث “لا فروف” حول ما فعلته موسكو لنظام الأسد، ولولا تدخلها العسكري وقوة طيرانها الذي غير المعادلة على الأرض، لسقطت دمشق خلال أسبوعين أو ثلاثة، ولولاها لما أخرجت المعارضة من حلب.
كلام كان بمثابة التذكير الخشن حمل أثقالا رمزية، فالوزير الروسي يقدم رؤية بالتفصيل يبدو فيها السخاء تجاه المعارضة واضحاَ.
لتلك الرسائل دور هام للتأكيد على دور روسيا في مساعدة النظام لاستعادة السيطرة على حلب والحفاظ على وحدة متنوعة من الأديان المختلفة.
ليظهر السؤال جلياً أمام الجميع، هل يقبل نظام بشار بهذه الرؤية الروسية بشكل تام؟ ولكون الروس أصحاب الكلمة الأولى جاء جزءٌ من الرسالة على شكل تحديد، فهي ترى في نفسها المهندس والصانع واللاعب الأساسي على الساحة السورية، حيث تقوم بدور القيادة والريادة سياسياَ، مما عقد الموضوع لدرجة شديدة.
أما عن استعجال روسيا لتسوية الأستانة فهو لا يرضي تطلعات بشار الأسد ونظامه، ولا حتى المشروع الإيراني.
روسيا التي لم تستطع الحسم العسكري بعد سنة وأربعة شهور ولا تستطيع الانسحاب، هذا إشارة للهزيمة التي تبتعد عنها موسكو، وهي اليوم تعرض عضلاتها في الساحة السورية.
استعراض “لافروف” اليوم كان مؤلماً لنظام حليف، وفيه نوع من المثل الشعبي السوري “يُحمّل نظام بشار الأسد جميلة”؛ فهو من أنقذه من تقدم المعارضة على الأرض، فروسيا هي من فاجأت بإعلانها وقف إطلاق النار نظام الأسد وحليفها إيران في وقت واحد، حيث لاحقت ورتبت ما يشبه الصفقة الإقليمية مع أنقرة، فدعت معها لمحادثات الأستانة، وهي فيما أعلن عنها تناولت وقف إطلاق النار على الأرض والتهجير.
مع زيادة تأثير التحالف التركي الروسي تم إثبات اعتبارات شتى وخصوصاَ أن تركيا أهم عضو في الحلف الأطلسي وعلاقتها التجارية هامة مع موسكو، فيظهر بوضوح عدم رغبة إيران ونظام بشار من دون الحسم العسكري والتفاوض مع من سموهم بـ(الإرهابين).
لن ننسى فيما مضى من أربع سنوات استعراض “حسن نصر الله” ” في بيروت “لولا حزب الله لسقط نظام بشار، حيث ظهر بشار الأسد بأنه لا يملك أي سلطة على الأرض، مما يشير إلى أن السياق اليوم على الأرض “روسي إيراني”.
واليوم مع اختيار المعارضة رجلها إلى المفاوضات الذي يسبب إشكالاً لبعض القوى الدولية و(إرهابا) للنظام، وباختياره تتوحد المعارضة، ولو بالحدود الدنيا على الأقل، فمن حق الفصائل المسلحة المشاركة لا في تثبيت وقف إطلاق النار، بل في صياغة الدستور الجديد للبلاد، ورسم ملامح المرحلة الانتقالية.
أما عن من سيتواجد في الأستانة؟ فها هو محمد علوش يمثل التوافق الداخلي والخارجي بين أطياف المعارضة، ويثبت نفسه أنه رجل السياسة، الوجه الآخر للوجود العسكري للمعارضة الداخلية.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد