مدينة داريا تبعد حوالي 8 كيلو متر عن العاصمة دمشق و في جوارها مطار المزة العسكري و فرع المهام الخاصة وفرع التحقيق التابعين لإدارة المخابرات الجوية و مدينة المعضمية التي وقعت على هدنة مع النظام قبل سبعة أشهر.
أولى المدن التي انتفضت ضد النظام نصرة لأهالي درعا وخرجت المظاهرات السلمية فيها، وأقدم النظام على اقتحامها و ارتكب مجزرة راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد وبعدها عاد الثوار و سيطروا على المدينة.
حيث قامت قوات النظام بحصار المدينة لمدة 1370 يوم لم يدخل لها أي شيء باستثناء مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة في شهر يونيو الماضي و كانت لا تكفي سوا لبضعة أسابيع وتفتقر للمواد الأساسية.
داريا.. عاصمة البراميل
تعرضت المدينة لعدة معارك شرسة بين قوات النظام وبين ثوارها في محاولة من الأولى اقتحامها حيث قصفت المدينة بأكثر من 8200 برميلا متفجرا.
و استخدم النظام و حلفاؤه الروس قنابل النابالم الحارقة والمحرمة دولياً ب 200قنبلة، كما قصفت بصواريخ أرض أرض بأكثر من 1200 صاروخ , و 3770 غارة حربية من الطيران , وأكد ناشطون من المدينة أنه بلغ عدد القذائف التي استهدفت المدينة بشكل يومي حوالي 500 قذيفة و بلغت نسبة الدمار حوالي 90 بالمئة.
يقطن في المدينة قبل الثورة حوالي 250 ألف نسمة لكن بعد استهدافها و حصارها من قبل قوات النظام دفع الأهالي إلى النزوح حيث لم يبق في المدينة أكثر من 5000 آلاف نسمة بين مدني و مسلح.
وبعد تخاذل الفصائل المقاتلة في الجبهات المجاورة في ريف دمشق و جبهات حوران اضطر أهالي المدينة للموافقة على القبول بالخروج من المدينة في25/آب أغسطس.
وتنص الاتفاقية على خروج المدنيين إلى مراكز الإيواء في قدسيا و صحنايا و الكسوة و بعض المراكز الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام، ويبلغ عددهم حوالي 4000 آلاف مدني، أما الثوار فيبلغ عددهم 700 مع عائلاتهم وتوجب عليهم الذهاب إلى محافظة ادلب في الشمال السوري بسلاحهم الفردي أمام قوات النظام و هم يرفعون أصابعهم بإشارة الشهادة او النصر و لسان حالهم يقول لولا تخاذل الفصائل لما حلمتم أن تدخلوا شبرا واحدا و نحن أحياء ، بعد قتل أكثر من 4873 عنصرا من قوات النظام في الاشتباكات مع ثوار داريا.
خرج أبطال داريا من مدينتهم بعد أن جُبل التراب بالدم تاركين منازلهم و شهداءهم و ذكرياتهم في تهجير قسري يعيد إلى الأذهان تهجير الشركس من بلاد القوقاز و العرب من فلسطين تحت نظر و تخاذل العالم أجمع.
أهل داريا مدينة العنب في ادلب الزيتون و محال أن ينتهي العنب و الزيتون.
حدث العدد – مجلة الحدث
المركز الصحفي السوري – محمد العلي