وحدت صورة الطفل عمران الصفحة الأولى لغالبية الصحف الغربية، وتناولت وسائل الإعلام العالمية صورته ما عدا وسائل إعلام دولة واحدة يحمل جنسيتها الطفل عمران.
انتشرت الصورة وشريط الفيديو للطفل عمران وهو على مقعد سيارة الإسعاف بشكل أذهل المتابعين والمراقبين للشأن السوري، ولحق بها عدة صور وفيديوهات على صلة بالصورة الأولى وتناولت الحدث كل وسائل الإعلام حتى الإسرائيلية منها.
فقد تحدثت بإسهاب عن الطفل وما تتعرض له سوريا من قصف وتدمير، وتجاهلت وسائل إعلام النظام السوري والمؤيدين له هذه الصورة، أو الحديث عنها، وعندما وجدت الصورة لها مكانا في صحيفة الاخبار اللبنانية التابعة لحزب الله تناولت الموضوع بطريقة تثير الاستغراب من هكذا إعلام يدعي المهنية فعنونت مادتها ” عمران أفلت من وحشية الحرب لتقصفه وسائل إعلام اجنبية” وتجاهلت الحديث عمن قصف بيت عمران، وأما قناة الميادين المعروفة بتأييدها الشديد للنظام السوري فاكتفت بنشر سؤال يستفسر عن سبب انتشار صورة عمران بهذا الشكل ولم تعلق على الحادث أبدا، أما حسين مرتضى فتناول الموضوع بسخرية واعتبر أن التصوير مفبرك وهو عبارة عن تمثيلية ليسقط كل مبادئ العمل الصحفي ويثبت أنه مجرد قاتل إعلامي.
وانتشر فيديو لمذيعة على قناة “سي إن إن ” وهي تبكي على صورة عمران بعد قصف منزله، ونفس المحطة تجاهلت الحديث عمن قام بالقصف وادعت انها لا تعرف الجهة القاصفة، وهنا نقف لنتساءل عن حيادية الإعلام ومصداقية وسائله في تناول القضايا التي تتحدث عن معاناة الشعب السوري والقتل والتدمير الذي يتعرض له منذ سنوات.
وشكلت الصورة ضغطا كبيرا على الحكومات والساسة في كل انحاء العالم وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالمنشورات والتعليقات المطالبة بوضع حد للمأساة السورية المستمرة، وردة فعل عمران الذي لم يذرف دمعة واحدة أذهلت المتابعين.
ودفعت الصورة ساسة العالم للحديث عن معاناة السوريين فقال “جون كيري” ” هذا الطفل لم يعرف يوما في حياته سوى الحرب والدمار والفقر”، أما “يان اسوان” نائب الأمين العام للأمم المتحدة قال ” العالم أجمع خذل الشعب السوري وهذا الطفل يمثل المعاناة التي يعيشها السوريين كل يوم ونحن نعتبر ما يحدث هناك بأنه كابوس وهو في الحقيقة أسوء من الكابوس”.
صورة الطفلة الفيتنامية المحروقة “كيم فان” كانت السبب في إنهاء الحرب الامريكية على فيتنام ونيل الشعب الفيتنامي لحريته، فهل ستكون صورة عمران محركا لصناع السياسة لوضع حد للمأساة السورية وإنهاء شلال الدم الجاري منذ أذار عام 2011، وهل ستساهم في التأثير بالرأي الجمعي الرامي لإيقاف المأساة وإيقاف القاتل عن القتل، أم ستبقى مادة بصرية فائقة التعبير توثق ما يجري وتنظم لملايين الصور التي حفرت في الذاكرة مأساة شعب كامل.
كلمة العدد – مجلة الحدث