أين العرب؟
سؤالٌ يراود نفسي بشكل مستمر, ويحز في قلبي الذي عشق الثورة السورية الخالدة في النفوس.
من جمعة ” خذلنا العرب والمسلمون” التي كانت في 30من آذار لسنة 2012 نستعيد بعض الأحداث،
استشهد في تلك الجمعة العشرات بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية، وتواصلت العمليّات العسكريّة التي قامت بها قوات النظام ضد عدد من المناطق السورية عشيّة دعوة المعارضة السورية إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة تحت عنوان: “جمعة خذلنا المسلمون والعرب – لكن الله معنا.. وبعزيمتنا سيأتي النصر”
.وقابلت قوى المعارضة السورية قرارات القمة العربية بخيبة الأمل؛ واصفة القمة والقرارات الصادرة عنها بـ«الفاشلة»، ومطالبة بخطوات فاعلة وسريعة لإغاثة الشعب والمدن السورية.
ثورتنا بدأت سلمية ولم نصل إلى حمل السلاح والدفاع عن أنفسنا إلا بسبب الظلم الجائر من قوات النظام التي قتلت وهجَرت الملايين من ابناء سورية الجريحة الذين أصبحوا كاليتامى ,
لا منصف لهم ولا سامع.
كانت تلك الجمعة رسالة عتب على الدول العربية والإسلامية لعجزها عن «نصرة السوريين» ووضع حد للقتل الذي يستهدف المدنيين, ووجهت تنسيقية حمص نداء إلى المنظمات الإنسانية، طالبت فيه بسحب الجثث من الشوارع، على خلفية «استمرار جرائم النظام بشكل يثير الذهول، وخصوصا جريمة منع الأهالي في حمص وغيرها من المدن السورية من سحب جثث أبنائهم». وصبر الشعب السوري على التعذيب والتهجير والاعتقالات التعسفية ».
وكانت هذه الجمعة غداة للقمة العربية في بغداد التي دعت النظام السوري والمعارضة إلى الحوار .
و سقط فيها 51شهيداً برصاص قوات النظام بينهم 4 أطفال وسيدتان،.واستشهد 9 مدنيين في درعا و 14شخصاً في مدينة القورية في محافظة دير الزور، و14آخرين في حمص, و8 في إدلب و3 في حلب و 2 في دمشق، وشهيد واحد في محافظة حماه .
.و أغلقت قوات النظام مستشفى النور في دير الزور لمنع إسعاف جرحى التظاهرات.
وأصيب 20 شخصا بجروح في معرة النعمان في محافظة إدلب، جراء إطلاق نار على جنازة أحد الشهداء الذين سقطوا برصاص النظام الغادر.
واقتحمت قوات الأمن بلدة الغارية الغربية بمحافظة درعا وسط إطلاق نار كثيف.
تزامناً مع القصف العنيف على مدينة خان شيخون بعد اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام،.
وشهد حي دير بعلبة في مدينة حمص قصفاً عنيفاً وسقطت أكثر من ثمان قذائف على حي البياضة بنفس المدينة.
وفي منطقة العبادة بريف دمشق اقتحمت الدبابات والآليات العسكرية البلدة وقد اعتلى القناصة أسطح المنازل.
وكانت تلك الجمعة للتعبير عن عدم الرضا، وتوجيه رسالة عتب للدول العربية والإسلامية لعجزها عن «نصرة السوريين» ووضع حد للقتل الذي يستهدف المدنيين.
صرخ الشعب بآلام دامية ولم يكن من مجيب, للضغط على النظام و إيقاف جرائمه بحق شعب طالب بالحرية، وصبر على التعذيب والتهجير والاعتقالات التعسفية.
للأسف لم يتحرك الحكام العرب للنداء بإيقاف الظلم عن شعبنا.
يا للعار, ففي غمرة ذلك الصمت أعلن “كوفي عنان ” المتحدث باسم الأمم المتحدة والجامعة العربية أنه يجب على الأسد أن يطبق خطة عنان المتضمنة “إيقاف عمليات القتل والعنف .
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزير الدفاع السوري وضابطين كبيرين معه ,وتضمنت العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة تجميد الأرصدة لهؤلاء الثلاثة وهم “داوود راجحة ,منير أضنوف ,زهير شاليش” في الولايات المتحدة .
” لقد خذلنا العرب ”
“نعم” خذلونا وقد أعمت المصالح ضمائرهم عن الظلم والاستبداد الذي مزق وطناً عظيماً اسمه “سورية”.
لن نتراجع ولن نستسلم , فدماء شهدائنا أمانة في أعناقنا إلي يوم الدين .
الحق يقال: قد ضاع العرب.
أماني مطر – المركز الصحفي السوري