ها قد تجلدوا للحزن يصبرون كل ذرة مرهقة من أجسادهم, بوميض أمل ربما يخفف قليلًا عن أرواحهم المثقلة, بكل تلك الأوجاع
حصار ..جوع ..قصف ..ورعب
ومازالت مغالقهم توصد بإحكام لاينفذ منها أي حزن ليبثوه إلى العالم أجمع ولا يخترقها أي عون يخلصهم مماهم فيه
قبل الحصار سلكوا طريقا للفرح والفرج وقد رموا تاريخ الأحزان خلفهم ليجدوا بعد حين أن كل ما تأملوه ذهب هباء منثورا
وجاء الموت من كل حدب وصوب وأطبق على نفوسهم فهي تفرفر لانجاة لها ولا حيلة .
ومما زاد آلامهم وحسراتهم اليوم ..تلك الياسمينات التي فاحت زكاوة دمها في غوطة الشام بعدليلة دامية بامتياز لم تنجو فيها حتى الملاجئ من القصف نتج عنها استشهاد خمسة وأربعين شخصا قضوا حرقا في عربين جراء قصف إحدى الملاجئ بصواريخ النابالم الحارق وارتقاء عشرات الشهداء نتيجة أكثر من ثلاثين غارة على دوما .
وكوسيلة للضغط على الفصائل أكثر تواصل قوات النظام وروسيا غاراتها على الغوطة دون هوادة أو رحمة لتجبر جميع فصائلها على الخروج منها أو الموت فيها …هاهم يتوصلون اليوم إلى اتفاق بين المعارضةوالنظام وروسيا يقضي بخروج فيلق الرحمن من الغوطة وإجلاء المصابين والجرحى, لكن في النهاية هما أمران أحلاهما مر كالعلقم فأما الجلاء أو الموت .
الحال نفسه في حارم ومعرة مصرين بريف إدلب, حيث أدى قصف الطيران إلى استشهاد عائلة بأكملها .. أطفال بعمر الزهور لم ينجو منهم سوى أمهم ويالها من نجاة .
وليست حماة ببعيدة عما يجري؛ فقد ألهب القصف قلب أبناء الغاب سعيرًا لا أحد يدري متى وكيف يبردون منه !!
المركز الصحفي السوري – ريم قرامو